النبطية: أين التعويضات يا “حزب”؟

كتبت رمال جوني في “نداء الوطن”: 

مضى شهر على بدء سريان اتفاق وقف النار، وبدأت الأصوات الاعتراضية ترتفع في منطقة النبطية مع تأخر دفع التعويضات للأهالي والتجار وأصحاب المصالح الصغيرة، وفي ظل تقاعس “حزب الله” ومجلس الجنوب في الكشف عن الأضرار وتقييمها.

في الوقفة الاحتجاجية التي نظّمتها جمعية التجار في النبطية للمطالبة بالإسراع في التعويض، تتفاقم نقمة التجّار وتوجّهوا مباشرة إلى “الحزب” سائلين: “من يعوّض علينا؟ كيف نُعيد فتح مصالحنا ولم تُدفع الأموال بعد، بل لم يسأل أحد عما حلّ بنا؟ وكأن ما حصل لم يكن بسبب “حزب اللّه”؟

من غير الواضح بعد، ما هي الآلية المتبعة في عملية الكشف عن الأضرار ، ولا حتى التعويضات. أمام متجره المدمّر في سوق النبطية من جرّاء الغارات العنيفة التي طالت السوق، يقول صاحبه وهو يعبّر عن غالبية موقف أصحاب المحال: “نريد أموالاً لا خطابات، ومن تسبب في هذا الدمار عليه أن يعّوض على الناس”.

تضرّرت حوالى 5000 مؤسسة كبيرة وصغيرة بفعل العدوان. وبالتالي، لا يمكن إغفال النقمة التي يضمرها أصحاب تلك المحال تجاه من تسبّب في هذه الحرب، وكان هؤلاء يعتقدون أن التعويضات ستكون سريعة مثلما كانت عقب حرب تمّوز 2006.

لا يعرف حسن قانصو، صاحب مصنع في الدوير كيف يبدأ من جديد. لا أحد سأل عن أحواله. جُلّ ما فكر فيه أنه، ما لم يتم التعويض عليه، سيرفع الصوت بوجه من تسبّبوا في تدمير محله. وقال “إنّ أكثر من عائلة تعتاش من المعمل، كنا نصنع الأبواب ونصدّرها إلى أفريقيا، وفتحت خط إنتاج جديداً لتحسين الشغل، غير أن الحرب دمّرت كل شيء، لم نحصل على قرش واحد، ولم يأتِ أحدٌ للكشف على المصنع، كيف نعيش بهذه الظروف؟”.

بات واضحاً أن معظم أصحاب المتاجر والمصالح يحمّلون “الحزب” سبب الحرب، لذلك، يتحمّل مسؤولية إعادة الإعمار والتعويض على الأهالي.

يقف كثير من أرباب العمل على أطلال محالهم يبكون بحرقة. فأقل محل، تقدر خسائره بنحو 200 ألف دولار، وما يتخوّف منه الجميع أن تأتي التعويضات (إن وصلت)، أقل من المتوقع، ما يعني “أن 70 سنة من التعب والشقاء والعمل تحوّلت إلى ركام” وفق عصام وهبي، صاحب أحد أقدم محال الألبسة في النبطية، وهو اليوم لا يملك شيئاً في جيبه: “لن ننتظر التعويضات من الدولة، نحن نطلبها من الذين تسبّبوا في هذه الحرب”. 

“كيف بدنا نعيش، راح جنى العمر، ولم يلتفت أحدٌ إلينا، عائلات كثيرة باتت بلا شيء، خسرت كل شيء، وبعد الحرب لم يسأل عنها أحد، وتحديداً المسؤولين عن هذه الحرب…”، هذا ما نسمعه في منطقة النبطية من أصحاب المصالح الصغيرة التي دمّرت ولم يُعوّض أحد عليهم حتى هذه الساعة، وما يثير حفيظتهم أن كلّ ما يُطالَبون به هو أوراق ومستندات لا أكثر”. 

ختاماً، يبدو أنّ النقمة بدأت تنتشر وتتوسّع ككرة الثلج، وما زاد الطين بلة، أن الناس يواجهون واقعاً اقتصادياً صعباً، وأمعنت الحرب في حدّتها وكارثيتها. وبدأت الأصوات ترتفع أكثر فأكثر صارخة: متى يُعوّضون على من يسمّونهم “أشرف الناس”؟

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top