بين “الأمل”و”الخوف”: اللبنانيون يتهافتون إلى بيع دولاراتهم!..

بقلم هدى فليطي- ديمقراطيا نيوز

منذ آذار 2023، استقر سعر صرف الليرة اللبنانية عند حدود 90 ألف ليرة مقابل الدولار الأمريكي, وذلك بعد فترة صعبة عانت خلالها العملة الوطنية من تخبط حاد، حيث فقدت أكثر من 95% من قيمتها منذ بداية عام 2019.

وفقًا لتحليلات العديد من الاقتصاديين، يُعزى هذا الاستقرار إلى الجهود التي قام بها مصرف لبنان في منع التلاعب و المضاربة في السوق، حيث قام بضخ الدولار و سحب العملة اللبنانية، مما ساهم في ضبط الأسعار و تخفيف حدة التقلّبات.

و مع الأحداث الإقليمية الأخيرة، سادت حالة من الترقب الأوساط اللبنانية، و خصوصًا بعد التغييرات التي شهدتها الساحة الإقليمية في الأيام الماضية.

توجهت أنظار الجميع نحو الانتخابات الرئاسية، حيث اعتقد الكثيرون بأن انتخاب رئيس توافقي للجمهورية، قد يؤدي إلى هبوط سعر صرف الدولار إلى مستوى 50 ألف ليرة، مما يعكس آمالاً من قبل المواطنين في تحسن الوضع المالي و الاقتصادي في البلاد.

تزامنًا مع هذه الأوضاع، لاحظت محلات الصيرفة ازدحامًا كبيرًا، حيث تهافت الكثير من اللبنانيين لبيع الدولارات الخاصة بهم، ليشهد ليل الأربعاء الخميس – أي عشيّة جلسة الإنتخابات الرئاسية- تخبطًا كبيرًا بسعر الصرف عند الناس.
و بحسب شهود عيان، باع البعض دولاراتهم على سعر 70 ألف ليرة، تخوّفًا من هبوط مفاجئ، كما كان يحصل في السنوات السابقة، علمًا أن الدولار لا يزال محتفظًا بقيمته حسب التطبيقات الرسمية.
تؤكد مصادر خبيرة بالواقع المالي و الإقتصادي في لبنان إلى أن الوضع الحالي يختلف بشكل كبير عما كان عليه في السابق، حيث لم يعد الدولار يتأثر بالأحداث السلبية أو الإيجابية كما كان في الماضي، و من أبرز الأدلة على هذا التوجه هو الحفاظ على الاستقرار خلال فترات التوتر والأزمات، خاصة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.

و تؤكد نفس المصادر الى أن سعر صرف الدولار لن يشهد انخفاضًا ملحوظًا في الوقت الراهن، متوقعة أن يحافظ على استقراره في ظل الظروف الراهنة، ومشيرة الى أن الانخفاض يرتبط بشكل وثيق بقيام حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات فعّالة تدعم النمو الإقتصادي و تنهي التدهور في البلد.
لذا، يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة الجهات المعنية على تفعيل تلك الإصلاحات في المستقبل القريب.

اذًا تستمر الأوضاع الاقتصادية في لبنان عرضة للتغييرات السريعة والمفاجئة، مما يحتم على اللبنانيين و المراقبين الاقتصاديين متابعة الوضع عن كثب وفهم تداعياته على الحياة اليومية .

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top