العقرب – ديموقراطيا نيوز
ما أدلى به النائب وليد البعريني خلال لقاء اعلامي في غاية الأهمية، لا بل يرتقي لحدود “الفضيحة المدويّة” لما تضمنه من وقائع ان صحّت فهو يؤشر الى طريقة التعاطي الفوقية التي تُعتمد في تأليف الحكومة و التمييز الحاصل بين الكتل النيابية . و الأهم من كل ذلك، أنه يكشف بصراحة و على العلن عن كل ما نعلمه و يصلنا من كواليس اختيار الوزراء و ارسال السير الذاتية الخاصة بهم و المجموعة الاستشارية التي تحاوط الرئيس المكلّف يمينًا ويسارًا و المؤلفة من نواب و اعلاميين و ناشطين سياسيين من المجتمع المدني او ما كان يعرف بشخصيات ثورة ١٧ تشرين!!…
يقول النائب البعريني في معرض شرحه لظروف لقائه الأخير بالرئيس المكلف نواف سلام: ” كنّا نتناول الغداء مع صديق مقرّب في بيروت و شكيت أمامه من طريقة تعاطي الرئيس المكلّف معهم، فبادر الصديق للإتصال بالنائب مارك ضوّ ناقلًا له حديثي.. فعاود ضوّ الإتصال بي واستفسر عن العلاقة مع سلام. فأكدت له اتصالي به مرات عديدة من دون فائدة ، فحاول ضوّ تهدئتي وطمأنتي لما هو قادم، و بأنه سيقوم بمعالجة الأمر”..
يضيف البعريني “بعدها بقليل اتصل بي الرئيس سلام يسأله عن مكان و جوده، و التمني عليه زيارته فورًا!!..”
هل بتلك الطريقة تدار أمور التنسيق و التداول بين جميع الكتل و الرئيس المكلّف، ب”الواسطة”؟؟ أم ان لكل كتلة خصوصيتها و طريقة للتعاطي معها؟؟ و من يحدد هذه المعايير؟؟ ..
هل من المعقول ان يقوم نائب بغض النظر عن اسمه و خلفيته ان يتدخل تسهيلًا لنائب ينتمي لأكبر كتلة نيابية تمثل طائفتها في الحصول على موعد مع رئيس الحكومة ؟!..
ما هي الأسباب التي تستدعي عدم اتصال الرئيس المكلّف مع نواب الكتلة والطلب منهم الحضور للتشاور و مناقشة اعتراضاتهم او ملاحظاتهم حول مسألة التأليف؟؟..
لماذا لم يتم منذ البداية اختيار شخصية تمثل هذه الكتلة لمناقشة الرئيس سلام بكل تفاصيل التأليف، كما يحصل مع كتلة “الحمهورية القوية” و “الثنائي الشيعي” و غيرهما من الكتل النيابية؟..
هل أصبحت الطائفة السنية و من يمثلها لهذه الدرجة “مكسر عصا” في نظام الحكم بلبنان ؟ و من يقبل بهذه الطريقة المستفزة بالتعاطي؟؟
آثرنا عدم التعليق على الطريقة التي تتبع في مسألة التأليف لإنجاح مهمة الرئيس سلام، لكن ان تصل الأمور الى هذه الحدود ، فلا و الله لن نصمت..!
