تحديات تشكيل الحكومة اللبنانية وتأثير الضغوط الخارجية

تواجه عملية تشكيل الحكومة اللبنانية تعقيدات متزايدة وسط ضغوط دولية، لا سيما من الجانب الأمريكي، حيث يرتبط التأخير في التأليف بملفات سياسية وأمنية حساسة، أبرزها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب. ووفقًا لمصادر سياسية، فإن الشروط المفروضة على التشكيلة الحكومية، والتي تستبعد الشخصيات السياسية المرتبطة بثنائي حركة أمل وحزب الله، تعكس توجهاً دولياً، خصوصاً بعد تصريحات أمريكية مباشرة بشأن ضرورة الحد من تأثير الحزب في القرارات الحكومية.
ضمن الإطار نفسه، أكدت مصادر نيابية مطلعة أن الضغوطات الأمريكية تُعد عاملاً أساسياً في تأخير التشكيل، إذ تسعى واشنطن إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي والاقتصادي اللبناني بما يخدم مصالحها في المنطقة. وفيما تُثار شكوك حول ربط تشكيل الحكومة بتسريع انسحاب جيش الاحتلال من المناطق الجنوبية المتبقية، يتزامن ذلك مع تصعيد الإعتداءات الإسرائيلية، والتي طالت مؤخراً مناطق النبطية وزوطر، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تمارس سياسة الضغط الاقتصادي على لبنان، مستمرة في منع الدعم الخارجي، وخصوصاً في قطاع الطاقة، عبر عرقلة استجرار الغاز من مصر، ما يزيد من تعقيد الأزمة الداخلية.
وأخيراً، يعزز هذا المشهد المخاوف من أن تكون الشروط الدولية المفروضة على الحكومة الجديدة جزءاً من مخطط أوسع لإعادة رسم التوازنات السياسية والاقتصادية في البلاد.

المصدر: اللواء

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: