
شهد لبنان في الفترة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً للزكام والأمراض التنفسية في مختلف المناطق، حيث تزايدت الحالات بشكل لافت، مما أثار القلق بين المواطنين.
إذ، يعود هذا الانتشار إلى عدة عوامل أساسية، أبرزها التغيرات المناخية مع بداية فصل الشتاء، الذي يسهم في توفير بيئة مثالية لانتشار الفيروسات المسببة لنزلات البرد والأنفلونزا.
إلى جانب العوامل المناخية، تلعب الظروف الاجتماعية والاقتصادية دوراً مهماً في تسهيل انتشار هذه الأمراض. من أبرز تلك العوامل الازدحام في الأماكن العامة، ضعف تدابير الوقاية الصحية، ونقص الوعي العام حول كيفية الوقاية من الأمراض التنفسية.
وفي هذا السياق، أظهرت تقارير وكالة “بلومبرغ” الأمريكية ارتفاعاً مفاجئاً في انتشار الأمراض المعدية عالمياً، بدءاً من عام 2022، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانية ظهور أوبئة جديدة في المستقبل.
الأسباب الرئيسية لانتشار الزكام في لبنان
تعتبر تغيرات الطقس مع بداية فصل الشتاء من العوامل الرئيسية التي تساهم في انتشار الزكام والأمراض التنفسية الأخرى. فمع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الرطوبة، تصبح البيئة أكثر ملائمة لانتشار الفيروسات.
كما أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، مثل الازدحام في الأماكن العامة وعدم تطبيق التدابير الوقائية الصحية بالشكل الأمثل، تساهم في تسريع انتقال الفيروسات من شخص لآخر.
التعامل مع حالات الزكام والأدوية المتوافرة
وفقا لعدد من الصيدليين في لبنان، مثل هدى، الموظفة في إحدى صيدليات قضاء صور، يُلاحظ تزايد حالات الزكام يومياً، حيث يتراوح عدد المرضى الذين يحتاجون إلى أدوية بين 10 إلى 15 شخصاً يومياً. كما وتؤكد هدى أن الأدوية اللازمة متوافرة، لكن من دون تحديد السبب الرئيسي للزكام، هل هو ناتج عن فيروس أو بكتيريا، مما يجعل تحديد العلاج المناسب تحدياً.
وتختلف الأدوية التي يتم وصفها حسب حالة المريض، حيث تتنوع العلاجات ما بين أدوية لتخفيف الأعراض أو مضادات حيوية في الحالات الأكثر تعقيداً. من بين الأدوية المتاحة، يشمل Humex للزكام الذي يصل سعره إلى 470 ألف ليرة، وOtrivin Atra الذي يباع بسعر 260 ألف ليرة، وSerodase الخاص بالحنجرة والذي يُباع بسعر 460 ألف ليرة.
هل نحن أمام وباء جديد؟
رغم تزايد الحالات، يبدو أنه ليس هناك تهديد مباشر لظهور وباء جديد في لبنان في الوقت الحالي، ولكن اليقظة الدائمة والمراقبة المستمرة تبقى ضرورية للحفاظ على الاستقرار الصحي. وفقاً للخبراء، لا يمكن التنبؤ بكيفية ظهور الأمراض التنفسية الجديدة أو مدى انتشارها في المستقبل، ما يستدعي الاستعداد الدائم لمواجهة أي تغييرات موسمية في انتشار الفيروسات.
سبل الوقاية والعلاج
لتفادي تفشي الزكام والأمراض التنفسية، يجب على الأفراد الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين بشكل مستمر، تجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامات عند الحاجة. كما يجب تعزيز الوعي العام حول أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية والتهوية الجيدة في الأماكن المغلقة.
من خلال الاستعداد الجيد والوعي الصحي، يمكن تقليل تأثير هذه الأمراض على المجتمع وضمان استقرار النظام الصحي في لبنان والعالم.
المصدر: النهار