توتر متصاعد على الحدود اللبنانية السورية: حزب الله ومواجهة المتغيرات الإقليمية

تتواصل الأحداث الأمنية المتنقلة على الحدود اللبنانية السورية، وسط اشتباكات تشير بتحولات جديدة في العلاقة بين “حزب الله” والقيادة السورية الجديدة. فقد شهدت قرية “حاويك”، الواقعة على الخط الحدودي توترات غير مسبوقة، بعد محاولة السلطات السورية فرض سيطرتها على المنطقة عبر إقامة حواجز متقدّمة، للحد من عمليات التهريب التي كانت تشكّل شرياناً اقتصادياً للحزب وشبكاته.
كما وأسفرت المواجهات المسلحة عن مقتل شاب لبناني، واحتجاز عدد من سكان البلدة، في تطور يسلط الضوء على الصراع غير المعلن بين “حزب الله” والإدارة السورية الجديدة.
فمع تغيّر التوازنات داخل النظام السوري وبروز قيادة يغلب عليها الطابع السنّي، يواجه “الحزب” تحدياً استثنائياً، يتمثل في فقدان نفوذه التقليدي في المناطق الحدودية، التي طالما اعتبرها امتداداً استراتيجياً لنشاطه الأمني والاقتصادي.
وتشير مصادر مطلعة، إلى أن “حزب الله” يحاول استدراج القوات السورية إلى مواجهة مباشرة مع العشائر الشيعية في الهرمل والقصير، عبر تحريك مجموعاته المسلحة في أكثر من نقطة حدودية، وتحويل المواجهات إلى صراع مفتوح يخدم مصالحه. كما يسعى إلى تصوير الاشتباكات على أنها استهداف ممنهج للسكان الشيعة، بهدف تعزيز حالة الاحتقان الشعبي وإحراج القيادة السورية الجديدة.
غير أن المعطيات تشير إلى أن دمشق لن تنجرّ إلى هذا السيناريو، وهي بصدد إعادة رسم قواعد الاشتباك وفق استراتيجيتها الخاصة. فإعادة ضبط الأمن في المناطق الحدودية باتت أولوية سورية لا تخضع للمساومات، ما يضع “حزب الله” أمام واقع جديد يتطلب إعادة حساباته في المرحلة المقبلة.

المصدر: نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top