
يترقب الشارع اللبناني، وخاصة الطائفة السنية، الذكرى العشرين لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وسط توقعات بأن تكون هذه المناسبة استثنائية هذا العام، مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت للمشاركة في إحياء الذكرى.
ضمن الإطار المذكور، تتصاعد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه العودة مقدمة لإعادة انخراطه في المشهد السياسي بعد غياب استمر لسنوات.
شكّل غياب الحريري عن الساحة السياسية فراغاً كبيراً داخل الطائفة السنية، ما أدى إلى اختلال التوازن الطائفي في لبنان وفقدان تأثيرها في صناعة القرار. إذ، لم يتمكن أي زعيم آخر من ملء هذا الفراغ، مما عزز حالة الإحباط بين مؤيديه الذين لطالما اعتبروا أن حضوره كان عنصرًا أساسيًا في التوازن الوطني.
في المقابل، يتزامن إحياء الذكرى هذا العام مع تطورات إقليمية كبيرة، أبرزها الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، والتغيرات في المشهد السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد. إن هذه التحولات، بحسب النائب السابق عاصم عراجي، ساهمت في تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما قد يشكل دافعًا رئيسيًا لسعد الحريري لإعادة النظر في قراره السابق باعتزال السياسة.
ومن المنتظر أن يعقد نواب “تيار المستقبل” السابقون لقاءً مع الحريري خلال الساعات المقبلة، حيث تثار تكهنات حول طبيعة كلمته في المناسبة. ففي حين كان يقتصر ظهوره في السنوات الماضية على قراءة الفاتحة عن روح والده دون التطرق إلى السياسة، يرجّح مراقبون أن يتناول في خطابه هذه المرة التغيرات الإقليمية ورؤيته لمستقبل التيار، خاصة في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
علاوة على ذلك، تشير توقعات عراجي أيضًا إلى أن الحشود الجماهيرية هذا العام ستكون أكبر من الأعوام السابقة، مع مشاركة كثيفة من مناطق حدودية كانت غائبة عن الذكرى بسبب الظروف السياسية السابقة. كما شدد على أن الشارع السني لا يزال يعتبر سعد الحريري زعيمه الأبرز، نظرًا لدوره في منع الفتن الطائفية واستيعاب التوترات الداخلية.
أخيراً، في ظل كل هذه المعطيات، يبقى السؤال: هل ستكون هذه المناسبة نقطة انطلاق جديدة للحريري في الحياة السياسية؟ أم أن ظهوره سيقتصر على إحياء الذكرى دون أي خطوات مستقبلية؟
المصدر: نداء الوطن، نوال برو