كتب عبدالله بارودي
في عزّ الأحداث المأساوية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة عمومًا وقطاع غزة خصوصًا، وآلاف الشهداء الذين سقطوا وتناثرت أشلاءهم في كلّ شبرٍ من أرض فلسطين ، والدمار الشامل الذي لحق بغزة ومحيطها والخسائر الهائلة التي يتكبدها الاقتصاد الفلسطيني كل يوم وكل ساعة.
وفي لحظات عصيبة يعيشها الشعب اللبناني والتوتر الذي يزداد كل يوم نتيجة الخوف من توسّع رقعة المواجهات مع العدو الاسرائيلي، وتأزم الامور أكثر لتطال مختلف الأراضي الجنوبية وصولا الى صيدا والعاصمة بيروت وجبل لبنان والبقاع وكل الشمال.
هذه المشهدية الصعبة والمؤلمة لم تشفع لنا من استقبال لحظة “الفتح العظيم”، وقصّ شريط اعلان اضخم مشروع حيوي في منطقة “الشرق الاوسط”، واطلاق أبرز استثمار سياحي عربي من بوابة طرابلس وشاطئها في مدينة الميناء الساحرة.
وصل جبران باسيل الى عاصمة الشمال .. وافتتح مشروع العمر “جدران” شارع “مينو” بعد الانتهاء من طلائها وترميم حجرانها!!..
وصل باسيل.. مبروك لطرابلس مشروعها الحيوي الذي من المتوقع بحسب العديد من الخبراء الإقتصاديين ان يجذب مئات الملايين من الدولارات في الأشهر الأولى من انطلاقته، وصولا الى المليارات بعد عدة سنوات!!..
مشروع “عظيم” يستحق تقدير صاحبه وشكره وتكريمه عبر دعوته للجلوس حول مائدة غذاء “واحدة” لا أكثر، وضعت وسط مكتب شهِد في أيام عزّه استقبال شخصيات ومرجعيات كتبت مجد هذا الوطن بأحرف من ذهب وألماس، وسيحفر التاريخ اسمها مع العظماء الذين بذلوا لأوطانهم الغالي والنفيس من أطل مستقبله ومستقبل أبنائه!..
وصل باسيل.. وهتف باسمه كل من استقبله بالأمس قائدًا ومرجعية.. حافظ الدستور و”حامي الطائف”!..
فتحوا له منازلهم وسمحوا له بالتطاول والهجوم على رؤساء حكوماتهم الحاليون والسابقون ، علّ “صاحب البلاط” يرضى عنهم ويشركهم في حساباته السياسية المحلية الضيّقة او حتى الحسابات الانتخابية اللاحقة!..
لكن الأجمل ان الطرفين الزائر والمضيف يعلمان تمامًا ان كلاهما يراوغ الآخر!..
باسيل يعلم انهم يستغلون زيارته من اجل ايصال رسائل لخصومه السياسيين وتحديدًا “الكبار” منهم، علّهم يعاودون الوصل والتواصل معهم!..
و”الفرسان الأربعة” يعلمون ان باسيل يزورهم “نكاية” ب”الكبار” أنفسهم!..
الأهم .. ان “الكبار” لا شاهدوا “باسيل”، ولا هم أصلًا يضعون الأربعة الآخرين في حساباتهم!!..