
بقلم ريتا السهوي
بكل مشاعر المحبة والتقدير، نبعث إليكم أصدق التهاني بعودتكم سالمًا إلى وطنكم الذي لطالما حملتم همومه و أحلام شعبه. لقد افتقدكم الوطن، وافتقدتكم الساحات التي كانت شاهدة على حكمتكم و قيادتكم الرشيدة، و ها أنتم اليوم تعودون إلى دارتكم التي لطالما كانت منبرًا للصوت الوطني الحر وصوت الإعتدال فصحت تسميتها ” بيت الوسط”.
و في هذه اللحظة التي تمتزج فيها مشاعر التهنئة بالحزن، لا يسعنا إلا أن نتقدم إليكم، و إلى العائلة الكريمة، و إلى كل من أحب الراحل الكبير بأحر التعازي و المواساة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته. كما لا ننسى أن نوجه تعازينا الحارة إلى رفاق والدك، الذين استشهدوا معه، و إلى كل الشعب اللبناني الذي عاش لحظات من الرعب خلال سلسلة التفجيرات التي طالت لبنان وعائلاته، وأدمت قلوب اللبنانيين الذين ما زالوا يبحثون عن وطن يليق بتضحياتهم.
لبنان بين جرح الماضي وأمل المستقبل
اليوم، ونحن نعايش هذه اللحظات المفصلية في تاريخ وطننا، نتساءل: إلى متى سيبقى لبنان أرضًا للدموع قبل أن يصبح وطنًا للأحلام؟ إلى متى سيظل أبناؤه يدفعون ثمن صراعات لم يختاروها، وانقسامات لم يصنعوها؟ إن عودة الرئيس سعد الحريري ليست مجرد عودة شخصية، بل هي استعادة لرمز من رموز الاعتدال، لرجل حمل في داخله نبض هذا الوطن، و رؤية الأب الذي فقده، لكنه ظل متمسكًا بحلمه في بناء لبنان الحر السيد المستقل.
اليوم، اللبنانيون بحاجة إلى لمّ الشمل، إلى وضع اليد في اليد لإنقاذ هذا الوطن من دوامة الألم، إلى العمل على ترسيخ الأمن والاستقرار، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الفئوية. فلبنان لم يعد يحتمل المزيد من النزيف، وشعبه يستحق أن يعيش بكرامة وأمان.
دولة الرئيس، إن عودتكم اليوم ليست فقط إلى بيتكم، بل إلى قلوب اللبنانيين الذين لطالما رأوا فيكم أملاً في وطن يتعافى من جراحه، ويستعيد عافيته ليعود منارة في هذا الشرق. نرجو الله أن تكون هذه العودة فاتحة خير لوطن أنهكته الخلافات، وأن تكونوا دائمًا على قدر الآمال التي يعلّقها الشعب عليكم.
مع خالص الإحترام و التقدير