حزب الله بين خياراته المحدودة والرهان على الدبلوماسية

مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس نقاط حدودية في جنوب لبنان، بدا موقف “حزب الله” أقل حدة مما كان عليه في مواجهات سابقة، ما أثار تساؤلات حول استراتيجيته الحالية. ضمن السياق نفسه، يرى بعض المراقبون أن الحزب يواجه خيارات محدودة بسبب تقلص قدراته العسكرية وصعوبة إيصال الإمدادات من طهران بعد التطورات الإقليمية الأخيرة.
في تصريح حديث، شدد نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، على أن مسؤولية تحرير الأراضي المحتلة تقع على عاتق الدولة اللبنانية، داعيًا إلى استخدام الضغوطات السياسية والدبلوماسية لضمان انسحاب إسرائيل قبل 18 فبراير.
ورغم انتهاء المهلة المحددة، لم يصدر الحزب أي موقف جديد، ما يعكس تركيزه الحالي على إنجاح مراسم تشييع أمينيه العامين، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، المقرر يوم الأحد المقبل.
وبحسب مصادر مقربة من الحزب، فإنه لا يزال يدرس خياراته في حال استمرار الاحتلال الإسرائيلي، لكنه يؤكد دعمه للدولة والجيش اللبناني في هذه المرحلة.
في المقابل، أشار الكاتب السياسي قاسم قصير إلى أن المقاومة تظل “حقًا طبيعيًا”، لكن لم يتم تحديد شكلها أو أساليبها بعد. علاوة على ذلك، يرى العميد المتقاعد جورج نادر أن الحزب فقد القدرة على خوض مواجهة عسكرية مباشرة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، فضلًا عن العزلة الداخلية والإقليمية التي يواجهها. كما استبعد إمكانية حصوله على دعم لوجستي من حلفائه التقليديين، مع إغلاق المسارات البرية والجوية بين طهران وبيروت.
في ظل هذه المعطيات، يطرح البعض احتمال لجوء “حزب الله” إلى تحركات مدنية منظمة، مستغلًا الحراك الشعبي كوسيلة ضغط، خاصة في ظل استبعاد الخيار العسكري في الوقت الراهن. ومع استمرار الاحتلال، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الدولة اللبنانية على إدارة هذا الملف دبلوماسيًا، ومدى استعداد الحزب لتعديل استراتيجيته وفق المستجدات الإقليمية والدولية.

المصدر: الشرق الأوسط، بولا أسطيج

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: