كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يقلق بكركي كما سائر الغيارى على لبنان، الفراغ المتمدد الى المؤسسات الرسمية والتعطيل المتنامي للقطاعات العامة وهي لطالما رفعت الصوت محذرة من خطورة هذا الامر متخوفة من ان يكون عملا مقصودا للاطاحة بمقومات البلد والقضاء عليه. لعل ما يشغلها اكثر هو الشغور في المواقع الرئيسية المسيحية والمارونية تحديدا، اذ تشير المعلومات الى استياء بطريركي من الجمود الحاكم الملف الرئاسي لا سيما ان ما من حركة جدية وهادفة لاحداث خرق في جداره على ما تظهر في نهاية الجولة الرابعة للموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى لبنان.
ترى بكركي وفق ما رشح عنها ان الاحزاب المسيحية مطالبة بوضع هذا الموضوع في سلم اولوياتها فضلا عن الكتل غير المسيحية لان الملف هذا في ظل التحديات والاوضاع في المنطقة بات مسؤولية كبيرة لا بل وجودية وكيانية في ضوء الاحتمالات المفتوحة عليها المنطقة ولبنان. اضافة فهي تؤكد ان المطلوب الذهاب فورا الى معادلة سياسية خارج منطق السلطة والاصطفاف العقيم القائم تنتج رئيسا للجمهورية يعيد تكوين المؤسسات الدستورية والمالية والعسكرية ما يؤدي الى تفعيل حضور لبنان ودوره في المرحلة المصيرية المقبلة بعد حرب غزة.
رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون اذ يشارك عبر “المركزية” بكركي تخوفها من ان يكون الشغور في المواقع الاساسية المسيحية مقصودا، يقول: من هنا كان اصرارنا على التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون سيما وانه اثبت جدارة في تجنيب المؤسسة التدخلات والانقسامات السياسية. كما اننا نرفض المس بهذه الصلاحية العائدة لرئيس الجمهورية الذي له امر التقرير في الموضوع. لذا نعود ونؤكد ان البلاد لا يمكن ان تسير وتنهض من دون رأس. وهو ما جاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ليؤكده ويحض المسؤولين عليه وليطالبهم بضرورة التمديد للعماد عون الى حين انتخاب الرئيس الذي كما قلت له حق تعيين قائد جديد.
ويتابع: طرح لودريان لملء الشغور الرئاسي الذهاب الى الخيار الثالث. في رأيي اما ان يصار الى الاخذ بهذا الطرح وتحديدا من قبل حزب الله واما سنكون امام خيارات بديلة للصيغة اللبنانية الراهنة وآخر الدواء التقسيم.
وختم لافتا الى وجود شبه اجماع عربي ودولي على تطبيق القرار 1701 ووقف الاعمال القتالية على الحدود الجنوبية على ان يترافق ذلك مع انسحاب اسرائيل من باقي الاراضي اللبنانية المحتلة لسحب ذريعة تمسك حزب الله بسلاحه حتى اذا لم يرضخ سنكون امام مشهدية جديدة قد تتخطى المناطق الحدودية والجنوبية لتطال العمق اللبناني.