
بقلم وفاء مكارم
تستعد حكومة الرئيس نواف سلام للمثول أمام المجلس النيابي اليوم حاملةً معها بيان وزاري غير مسبوق منذ عشرات السنوات، فلأول مرة خلى البيان الوزاري من الثلاثية الشهيرة “جيش – شعب – مقاومة وأعطى الدولة اللبنانية قرار الحرب والسلم، فاليوم تقف الحكومة أمام المؤيد والخصم لتقول انها تحتاج الدعم من الجميع لقيام دولة لبنان التي حلم بها الجميع والتي تكلم عنعها خطاب القسم للرئيس جوزاف عون.
فبين اليوم والغد يُحسم الامر، وكما كانت الطريق معبدة امام الرئاسة والحكومة يبدو ان جلسة الثقة ستسلك الطريق نفسه، لتنال ثقة البرلمان بأكثرية «مريحة لأقصى الحدود» بحسب بعض المصادر.
في السياق، لفت النائب نزيه متى في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز” أن كتلة الجمهورية القوية ستعطي الثقة للحكومة من حيث المبدأ، قائلاً : “البيان الوزاري مناسب وهو على خطى السيادة رغم أننا كنا نطمح لبيان أفضل”.
وأشار متى إلى أن لهذه الحكومة المقومات اللازمة لتتخطى كافة العقبات لما فيها من وزراء كفوئين وواعدين ان انتقلوا الى مرحلة التنفيذ ، مطالباً الحكومة بالالتزام بتعهداتها لما عليها من مسؤوليات، كما دعا متى الحكومة لإعادة دراسة موازنة 2025 .
بدوره، أكد النائب بلال عبدالله في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز” أن كتلة اللقاء الديمقراطي ستعطي الثقة للحكومة نظراً لموافقتهم على توجهات العهد والحكومة، لافتاً إلى أن نواب الكتلة سيكون لهم مداخلة خلال الجلسة تعليقاً على البيان الوزاري.
وعن قدرة الحكومة في تخطي التحديات، اعتبر عبدالله أن لا خيار آخر لدى هذه الحكومة سوى تخطى ومواجهت التحديات داعياً الجميع لدعمها.
وعن موازنة 2025 اعتبر عبدالله أن لا خيار سوى إقرارها بمرسوم وهو الخيار السيء من بين الأسوأ وهو الأقل ضرراً.
من جهتها، كشفت النائبة نجاة عون صليبا في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز” أنها ستعطي الثقة للحكومة و بأن الغييريين لا ينسقون فيما بينهم بموضوع منح الثقة للحكومة بل أن كل نائب يدرس البيان الوزاري منفرداً، لافتتاً إلى أن التغييريين لا يدعمون كامل الحكومة بل جزء منه.
وعن البيان الوزاري، أكدت صليبا أنه جيد ومهم جداً وان تنفيذه سيمنح الدولة السير على الطريق الصحيح، ميشرةً إلى وجود ضبابية في البيان تتعلق بكيفية محاربة إسرائيل.
واعتبرت صليبا أن العبرة في تنفيذ هذا البيان خاصة في ظل الوجود الحزبي داخل الحكومة، مشددةً على أن لغة التخوين لن تؤثر على أداء الوزراء خاصة أن معظم الشعب اللبناني يلتف حول رئيس الجمهورية والحكومة وولديهم ايمان بان نزاهة الرئيسين ستمنح لبنان مستقبلاً أفضل، كما يرفضون الحرب والاستقواء على الحكومة.
وعن موازنة 2025، نوهت صليبا برئيس الحكومة نواف سلام بأنه لن يسمح أن تمر الموازنة دون قطع حساب لذلك طلب من الوزراء الجدد التدقيق في الوزارة.
أما النائب أشرف بيضون أكد في حديث خاص لـ “ديموقراطيا نيوز” أن منح تكتل التنمية والتحرير الثقة للحكومة هو رهن مقاربة البيان الوزاري والإجابة على أسئلة النواب، قائلاً: من الطبيعي ان يكون للكتل النيابية مجموعة من الاسئلة والاستفسارات وعلى ضوء النقاش يبنى الأمر”.
وأضاف بيضون: “من حيث المبدأ والقراءة الأولية فان البيان الوزاري جيد ويحاكي المرحلة.
و عن تخوين الشارع الشيعي لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، عبر بيضون عن رفضه القاطع للغة التخوين، قائلاً:”من الطبيعي أن نكون على توافق سياسي مع الكتل السياسي او أن نكون على اختلاق سياسي معهم ولكن هناك قواسم مشتركة يمكن البناء عليها لأجل هذا البلد وبأن لغة التخوين تستخدم تجاه العدو الإسرائيلي فقط”.
ولفت بيضون إلى أن الكتلة تنتظر من هذه الحكومة السعي بكل ما أتيح لها لاستكمال انسحاب العدو الاسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية التي مازالت محتلة ومنع الاعتداءات والخروقات للقرار 1701، كما تنتظر الكتلة من الحكومة إنجاز الاستحقاقات الدستورية واجراء الإصلاحات والتعينات.
من جهته، أشار النائب سيزار أبي خليل أن كتلة لبنان القوي ستواجه الحكومة اليوم وجهاً لوجه، وتمنى أبي خليل أن تتخطى هذه الحكومة العقبات وتحقق النجاحات لان ذلك يصب في مصلحة البلد، قائلاً: لا مواقف شخصية ضد الحكومة ونحن لسنا معارضة تعطيلية او نكدية لكن يهمنا مصلحة البلد وعندما تنجح الحكومة سنصفق لها وسنحاسبها عند أي تقصير من باب واجبنا كنواب.
وأضاف ابي خليل: ننتظر موقف الحكومة من الموازنة على أن تكون ضمن مرسوم طبيعي تحمل توقيع رئيس الجمهورية.