الميغاسنتر في لبنان: فرصة للإصلاح أم تهديد لنفوذ الأحزاب؟

يرفض “الثنائي الشيعي” اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى، أو ما يُعرف بالميغاسنتر. هذا الرفض ليس مفاجئًا، لكنه يعكس مخاوف من فقدان السيطرة على الناخبين. الميغاسنتر هو خطوة إصلاحية تهدف إلى تحسين التمثيل الانتخابي، وتقليص نفوذ الأحزاب في المناطق الخاضعة لهيمنتها.

في المقابل، يخشى “حزب الله” من تراجع نفوذه مع اقتراب التعيينات الأمنية الجديدة. فالسيطرة على الأجهزة الأمنية تضمن بدورها السيطرة على الناخبين. في الانتخابات السابقة، تعرّض مندوبو اللوائح المعارضة للتهديد، بل انسحب بعضهم بسبب الضغوط. كما وثّقت وسائل الإعلام تدخلات مباشرة في عمليات الاقتراع، وصلت إلى حد التصويت بدل الناخبين.

كذلك، الضغوط لا تقتصر على يوم الانتخابات. ففي بعض القرى، يُمنع المواطنون من التصويت بحرية. سيدة من النبطية كشفت أن والديها منعاها من الاقتراع للائحة معارضة خوفًا من “الفضيحة” في البلدة. بعض المعارضين تلقوا تهديدات بالضرب والقتل، ما دفعهم إلى الامتناع عن التصويت في قراهم.

في انتخابات بلدية 2016، أخفى ناخبون لوائح المعارضة في جيوبهم خوفًا من العقوبات. حتى المرشحون وذووهم تعرّضوا للتهديد بحرمانهم من الخدمات الأساسية. هذه الممارسات تثبت أن الانتخابات في بعض المناطق تخضع لرقابة صارمة تمنع أي تغيير سياسي.

الميغاسنتر ليس حلًا سحريًا، لكنه يمكن أن يحدّ من نفوذ الأحزاب على الناخبين، ويزيد نسبة المشاركة في الانتخابات. تقليص الضغط السياسي والتهديدات قد يفتح المجال أمام تمثيل أكثر عدالة.

المصدر: نداء الوطن، مريم سيف الدين

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: