
رغم مرور ثلاثة أشهر على سقوط النظام السوري في الثامن من كانون الأول،.لا تزال الأوضاع في المحافظات السورية على حالها، إن لم تكن تزداد سوءًا مع ظهور أزمات جديدة بعد زوال نشوة الانتصار.
اللاجئون السوريون في لبنان: العودة مؤجلة
الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا يجعل عودة اللاجئين السوريين من لبنان شبه مستحيلة حاليًا، إذ لا تزال آلاف المنازل والمؤسسات مدمرة، فيما تعاني القطاعات الاقتصادية من شلل تام. تدني الرواتب في سوريا مقارنة بالحد الأدنى الذي يحصل عليه اللاجئون في لبنان يجعل خيار العودة غير وارد في المستقبل القريب، خاصة أن رواتب بعض الموظفين في دمشق لا تتجاوز 50 دولارًا شهريًا.
المسيحيون خارج المشهد السياسي
لم يشارك المسيحيون في سوريا في النزاع المسلح، مما أدى إلى غيابهم عن المعادلات السياسية الحالية. هذا الغياب يجعل حصولهم على تمثيل في الدولة الجديدة مرهونًا بقرارات القوى الفاعلة، دون امتلاكهم أوراق ضغط تضمن لهم حقوقًا متكافئة مقارنة بالطوائف الأخرى.
ملف أحداث الساحل يثير الجدل
لا تزال حادثة الساحل غير واضحة المعالم، إذ تتهم بعض الأطراف الفصائل الجديدة بارتكاب انتهاكات، بينما تبرر الأخيرة ما حدث باعتباره تجاوزات فردية من مجموعات أجنبية متطرفة. في الوقت نفسه، تمنع السلطات الإعلام من الدخول إلى المنطقة، مما يزيد من الغموض حول تفاصيل الحادثة.
العلويون بين الإقصاء والمخاوف من انتفاضة جديدة
تواجه الطائفة العلوية تحديات كبيرة بعد انهيار النظام السابق. حيث تم استبعاد العديد من أفرادها من الوظائف الرسمية، مما أدى إلى تدهور أوضاعهم المعيشية. تحذر بعض الأصوات داخل الطائفة من احتمال اندلاع احتجاجات جديدة نتيجة الفقر والتهميش، خاصة أن العلويين كانوا في مقدمة الفئات التي دفعت ثمن سياسات النظام السابق.
يبدو أن سوريا اليوم تقف على مفترق طرق، حيث تتطلب المرحلة المقبلة جهودًا كبيرة لإعادة الاستقرار، وسط تحديات سياسية واقتصادية معقدة تهدد مستقبل البلاد.