
تشير مواقف رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، في الفترة الأخيرة إلى تحوّلٍ استراتيجي قد يكون مقدّمةً لترشّحه إلى رئاسة الجمهورية. وذلك مع بدء العدّ العكسي لجلسة انتخاب الرئيس جوزاف عون. يبدو أن الجميّل يسعى إلى تحقيق توازن بين التشدّد السياسي والانفتاح على مختلف القوى. مدركًا بدوره أن أي رئيس قادم يحتاج إلى توافق داخلي، لا سيما مع الثنائي الشيعي.
يعي الجميّل أن حزب الله، رغم التراجع العسكري المحتمل، سيظلّ فاعلًا سياسيًا من خلال عدد نوّابه وتحالفه مع حركة “أمل”. لذلك، يسعى إلى تقديم نفسه كبديل متوازن بين سمير جعجع، الرافض لأيّ تقارب مع الحزب، وجبران باسيل، الذي خرج من التحالف معه دون أن يصبح خصمًا مباشرًا له.
تعكس مشاركة الجميّل في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط استعداده لتوسيع شبكة تحالفاته، وهو ما قد يضع العديد من القوى السياسية أمام خيار دعم ترشّحه في حال قرّر خوض السباق الرئاسي. في هذا السياق، يمكن تفسير تصريحاته الأخيرة على أنها خطوة أولى نحو تعزيز حضوره كمرشّح توافقي قادر على بناء علاقات متوازنة مع العرب والغرب من جهة، ورافض للسلاح غير الشرعي دون الدخول في مواجهة مباشرة معه من جهة أخرى.
رغم أن ترشّح الجميّل لا يزال في إطار السيناريوهات الافتراضية، إلا أن مواقفه المستجدة تشير إلى استراتيجية واضحة تُمهّد لمعركة سياسية طويلة، حيث ستشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من الخطوات المدروسة والرسائل السياسية الموجّهة نحو مختلف الأطراف.
المصدر: Mtv، داني حداد