لبنان بين التهدئة والتصعيد.. هل يحسمها الجيش على الجبهتين؟

شهدت الحدود اللبنانية السورية توترات متصاعدة أثارت مخاوف من إمكانية اندلاع مواجهة جديدة في لبنان، وسط استمرار المساعي الداخلية والدولية لتثبيت التهدئة على الجبهة الجنوبية وتأمين انسحاب إسرائيلي كامل. ورغم عودة الهدوء إلى الشمال بعد اتفاق على وقف إطلاق النار، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الجيش اللبناني من حسم الموقف هذه المرة؟

يرى الخبير العسكري ناجي ملاعب أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا لم تكن صدفة، مشيرًا إلى أن حزب الله يحتفظ بمخازن أسلحة كبيرة هناك، كان قد استخدمها خلال معاركه في سوريا لدعم النظام السابق. ومع تغيّر المشهد السياسي في سوريا، يبدي النظام الحالي مخاوف من هذه الترسانة، مما يجعل أي حادث فردي عرضة للتصعيد، خاصة بعد ردّ الفعل القوي على أحداث الساحل السوري.

وأوضح ملاعب أن التهريب بين لبنان وسوريا ليس جديدًا، إلا أن القلق الإسرائيلي اليوم ينبع من حجم الأسلحة والذخائر المخزنة في المنطقة، وهو قلق مشترك مع السلطات السورية الجديدة، التي تخشى وصول هذه الأسلحة إلى الداخل السوري، خصوصًا بعد ضبط شاحنات أسلحة واعتقال عدد من العناصر.

كما أشار إلى أن الجيش اللبناني سبق أن تحرّك بالتنسيق مع الجيش السوري في شباط الماضي لضبط عمليات التهريب، حيث حظي بدعم العشائر اللبنانية، ما يعكس تغيّرًا في المشهد العسكري والأمني. ومع وضوح التوجه الحكومي الجديد الذي يؤكد حصرية السلاح وقرار الحرب بيد الدولة، يبدو أن الجيش أصبح أمام واقع مختلف لم يعد فيه متماهياً مع نشاطات حزب الله كما كان في السابق.

أمّا على المستوى السياسي، يترقّب لبنان نتائج المساعي الدبلوماسية الجارية، خصوصًا مع تصاعد الضغط الغربي عبر اللجنة الخماسية لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي. وبحسب ملاعب، فإن الحكومة اللبنانية تتبنى توجهاً واضحًا في دعم الجيش، الذي ينتشر بأربعة أفواج برية على الحدود الشمالية، معتمداً على أبراج مراقبة متطورة، مما يعزز قدرته على ضبط المعابر غير الشرعية.

وأخيراً، إن التغييرات الأخيرة في قيادات الأجهزة الأمنية وإعادة تنشيط عمل القوى الأمنية تخفف من الأعباء على الجيش. مما يسهم في تعزيز الاستقرار الأمني. ورغم أن الحسم يحتاج لبعض الوقت، إلا أن لبنان يبدو على الطريق الصحيح نحو ضبط حدوده ومنع أي تصعيد غير محسوب.

المصدر: Mtv، جيسيكا حبشي

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: