الانتخابات البلدية في الجنوب: حتمية الاستحقاق أم ذريعة للتأجيل؟

بعد تمديدها ثلاث مرات، تستعدّ لبنان لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام على أربع مراحل، بدءًا من 4 أيار المقبل، وفق ما أعلنه وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار. كما أكد الحجار أن الجنوب يحظى بعناية خاصة في هذه الانتخابات. بينما شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة إجرائها في موعدها، مشيرًا إلى إمكانية إقامة مراكز اقتراع مؤقتة في حال تعذّر التصويت في القرى المتضررة أو المحتلة.

هل الانتخابات البلدية مهددة بالتأجيل؟

وفقًا لأمين عام “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات” (LADE) عمّار عبّود، فإن التحضيرات انطلقت فعليًا، معتبرًا أنه لا يوجد سبب يستدعي تأجيل الانتخابات البلدية في الجنوب، بل على العكس، فهذه القرى تحتاج إلى سلطات محلية لإدارة شؤونها، خاصةً في ظل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها.

وأضاف عبود أن لبنان شهد سابقة مماثلة في فترة الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى التصويت في مراكز خارج الشريط الحدودي، وهو ما يمكن تطبيقه اليوم، من خلال تخصيص مراكز اقتراع بديلة في مناطق قريبة وآمنة مثل النبطية، صور، أو صيدا.

خيار التأجيل لا يزال قائمًا

رغم التأكيدات الرسمية على إجراء الانتخابات في موعدها، أشار عبّود إلى أن خيار التأجيل يظلّ ممكنًا، نظرًا لوجود نوعين من التمديد: الأول هو التأجيل التقليدي بسبب ضغوط سياسية، والثاني هو التمديد التقني لفترة قصيرة حتى أواخر الصيف، في حال وجود مشكلات لوجستية مثل نقص القضاة المشرفين على العملية الانتخابية.

أهمية إجراء الانتخابات في الجنوب

مع الأضرار الكبيرة التي لحقت بالجنوب جراء الحرب، تبرز الحاجة إلى مجالس بلدية فاعلة تُشرف على إعادة الإعمار وتسهيل عودة النازحين. لذا، فإن تأجيل الانتخابات قد يفاقم الأوضاع ويعيق عملية التنمية المحلية. فالحلول البديلة متاحة، والمطلوب هو الإرادة السياسية لضمان تنفيذ الاستحقاق الديمقراطي في موعده.

المصدر: Mtv

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: