
بدأ التيار الوطني الحر في تنفيذ خطة تصاعدية تنتهي مع الانتخابات النيابية المقبلة، بعد سنوات من مشاركته في السلطة على مستوى الرئاسة والحكومة، وفشله في تحقيق إنجازات حقيقية. بدلًا من أن يكون جزءًا من الحل، أصبح جزءًا من الطبقة السياسية التي استفادت من الفساد والمحسوبية، ليختار الآن المعارضة رغم غياب المنطق.
ورغم أن حكومة نواف سلام لم تبلغ بعد مئة يوم من عمرها، بدأ قياديون في “التيار” مهاجمتها. بعضهم يروج لمزاعم سخيفة ومضللة عن حكومة تحالف حزب الله والقوات اللبنانية.
لا بد من التذكير أن هؤلاء هم أنفسهم الذين تحالفوا مع حزب الله لسنوات طويلة، وتجاهلوا مطالب استراتيجية الدفاع الوطني، وغطوا على ممارسات الحزب المتعددة من 7 أيار إلى ما بعد 17 تشرين، وصولًا إلى زج لبنان في الحرب السورية، بل ومنعوا الدولة من الاحتفال بانتصار معركة فجر الجرود.
ذات التيار الذي شكك في شرعية انتخاب الرئيس جوزاف عون ثم تأيّد انتخابه، وادعى أنه سيكون حزب العهد، ليبدأ بعدها في انتقاده. هذا التيار نفسه كان على رأس عهدٍ استمر ست سنوات كانت كارثية بكل المقاييس، وكان مسؤولا عن تأمين الغطاء المسيحي لحزب الله، الذي قابله الحزب بتأييد انتخاب ميشال عون رئيسًا ودعمه لعدد من نواب التيار.
من حق “التيار” أن يعارض، بل إن المعارضة قد تكون أفضل له من تجربته الفاشلة في السلطة، لكن لا بد من بعض المنطق في المعارضة. للأسف، يخرج البعض ممن يتحدثون باسمه بلا أي منطق، وكأنهم اعتادوا على جمهور يصدق كل ما يُقال.
المصدر:Mtv