كشف الوزير السابق جبران باسيل مساء اليوم مكنوناته وكل ما يضمره من شرّ تجاه قائد الجيش العماد جوزيف عون. هذا الامر الذي لم يكن في يومٍ من الأيام محلّ شك المتابعين والمحللين والمراقبين السياسيين..
لكن في نفس الوقت الذي أعلن فيه باسيل بالفم الملآن مدى كرهه لعون، الا ان أحدًا لم يكن يتوقع ان يؤدي الغلّ والحقد الذي يكنّه باسيل لعون درجة وقوع باسيل بهذا الكمّ الهائل من المغالطات القانونية، فضلًا عن محاولة الإيقاع بين “حزب الله” والمؤسسة العسكرية وعلى رأسها قائدها العماد عون من خلال اتهام الأخير بالإنصياع لأوامر الخارج وتنفيذ الأجندات الدولية من خلال طريقة تطبيق القرار ١٧٠١ !!..
طبعًا لم ينسى باسيل التصويب ولو بجزئيات صغيرة على حزب “القوات اللبنانية” مرضه الدائم، وبشكل ضمنيّ البطريرك الراعي الداعم الاول لقائد الجيش!..
بالنسبة لرئيس “التيار الوطني الحر” كل من لا يوافقه بطروحاته السياسية او يلتزم بمقتضيات المصلحة الحزبية الضيقة الخاصة بالتيار العوني تحت عناوين فضفاضة لعلّ ابرزها حماية الوجود المسيحي، هو عميل وخائن ومرتد!!..
نعم، جريمة قائد الجيش انه لم يلبِ طلبات باسيل ولم يلتزم بمفاهيمه السياسية، ولم ينصاع لرغباته الفئوية.
فحلّ الغضب، ووجبت اللعنة، وصدر قرارًا نهائيًا غير قابل للطعن او حتى للإستئناف، الإعدام والإلغاء!!..
لم نفهم من كل هذه المواقف التي أطلقها اليوم باسيل الا مدى حقده على جوزيف عون. أما الأمور الأخرى فاختلط بها الحابل بالنابل من استلام الضابط الأعلى رتبة، الى تعيين وزير الدفاع لقائد الجيش، الى التعيين بالوكالة، وصولًا الى التعيين بالأصالة وهو الأمر الذي أيضًا لا يحبّذه!!..
ثمة من يقول ان اللقاء الذي عقده باسيل مع برّاء هرموش في طرابلس وما سمعه من هذا الشاب جعله يشعر بأنه فوق البشر، فوق كل المعادلات السياسية، فوق المنطق، فوق العقل، يكفي انه سمع من هرموش دليلًا واضحًا على مدى وطنيته وتفانيه بالعمل، حين خاطبه بالقول وبكل ثقة “انت الرجل السياسي الوحيد الذي دخلت عليه ولم أشاهده يدخن السيجار” !!..
وتسألون لماذا وصلنا الى هذا الحدّ وهذا المستوى ؟!..