الرهان على السياحة: صيف لبنان بين الحلم والحذر

يفصل اللبنانيين شهران فقط عن صيف 2025، ومع اقتراب الموسم، انطلقت ورشة وطنية واسعة تحضيرًا لأيامٍ سياحية يُعوَّل عليها كثيرًا. استثمارات بملايين الدولارات، وآمال معلّقة على انتعاش اقتصادي يعوّض بعضًا من خسائر الحرب الأخيرة التي لم ترحم لبنان. ولكن، هل تضيع هذه الفرصة الذهبية؟ وما المطلوب لحمايتها؟

يرى المحلل السياسي إبراهيم ريحان أن “الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني هو المفتاح، خصوصاً في ما يتعلّق بملف السلاح غير الشرعي، سواء كان لبنانيًا أو أجنبيًا”، مؤكّدًا في حديثه لموقع mtv أنّ “تطبيق القرارات الدولية، لا سيّما 1701 و1559 و1680، أصبح أولوية للمجتمع الدولي، لتفادي أي تصعيد قد يُقدم عليه العدو الإسرائيلي تحت ذريعة السلاح”. كما شدّد على ضرورة إقرار القوانين الإصلاحية التي من شأنها استعادة ثقة الخارج وفتح أبواب الاستثمارات.

ويبدو أن العهد الجديد يولي أهمية قصوى للنهوض الاقتصادي والسياحي، إذ يشدّد رئيس الجمهورية جوزاف عون أمام زوّاره على ضرورة استغلال موسم الصيف القادم كفرصة لإنعاش الاقتصاد، مع التركيز على إبراز صورة لبنان الإيجابية في الإعلام.

وفي السياق ذاته، يقول ريحان إن “الحكومة، التي تضم شخصيات مثل وزير المالية ياسين جابر ووزير الصناعة جو عيسى الخوري، مطالبة بدعم القطاع الخاص وخفض كلفة الإنتاج، لأن أي تراجع في الإصلاحات أو فشل في تطبيق القرارات الدولية قد يطيح بكل الآمال”. وأشار إلى تصريح المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي أكدت استعداد واشنطن لدعم لبنان شرط الالتزام بالإصلاحات، محذّرة في المقابل من العزلة في حال التلكؤ.

من جانبه، يؤكد الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان، جان بيروتي، أنّ الاتحاد يعمل بالتعاون مع وزارة السياحة على تحضير موسم واعد، لكن شرط النجاح الأساسي يبقى الاستقرار الأمني، إذ قد تُبدّد أي تطورات ميدانية مفاجئة كل الجهود المبذولة.

ويشير بيروتي إلى أن المغتربين يشكّلون العمود الفقري للسياحة، لكن الطموح أكبر: “نريد أن نرفع عدد الزوار من 500 ألف إلى أكثر من مليونين ونصف. نريد حركة سياحية مستدامة، لا موسمية”. وشدّد في حديثه لـmtv على أهمية التسويق وأسعار تذاكر السفر، داعيًا شركة طيران الشرق الأوسط إلى طرح عروض منخفضة الكلفة أسوة بباقي دول العالم.

ويختم بيروتي بالقول: “نداؤنا واحد: فلنحبّ لبنان، ولنمنح أنفسنا فرصة للحياة والعمل. كفى خمسين سنة من الحروب، حان وقت النهوض”.

وبين الخطط المتفائلة والتهديدات المتربصة، يقف لبنان عند مفترق طرق: إما أن ينجح في استثمار فرصته الذهبية، أو أن يُسقطها مجددًا في مستنقع الأزمات.
المصدر:جيسيكا حبشي – خاص موقع Mtv

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: