
أظهرت دراسة حديثة من جامعة موناش الأسترالية أن ممارسة التمارين الرياضية المكثفة في وقت متأخر من المساء قد تكون لها آثار سلبية على النوم.
اعتمدت الدراسة على مراقبة أكثر من 14 ألف شخص على مدار عام كامل، باستخدام أجهزة دقيقة لقياس نشاطهم البدني ونومهم. وخلص الباحثون إلى أن ممارسة التمارين الشديدة – مثل الجري لمسافات طويلة أو تدريبات HIIT – خلال الأربع ساعات التي تسبق موعد النوم، قد تؤدي إلى صعوبة في النوم وانخفاض في جودته.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الأنشطة ترفع حرارة الجسم وتزيد من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يضع الجسم في حالة يقظة تعيق الانتقال إلى النوم العميق. وعلّق الدكتور جوش ليتا، أحد المشاركين في الدراسة، بأن “هذا التوتر الفسيولوجي قد يستمر لساعات، ما يفسّر معاناة البعض من الأرق بعد التمارين المسائية”.
لكن في المقابل، لا تُصنّف كل التمارين المسائية كضارة، إذ بيّنت الدراسة أن الأنشطة الخفيفة أو المعتدلة مثل المشي أو اليوغا أو السباحة الهادئة قد تساعد بعض الأشخاص على الاسترخاء وتحسين نومهم، شرط ألا تكون شديدة الكثافة.
تقدّم هذه النتائج إرشادات مهمة للأشخاص الذين يضطرون لممارسة الرياضة في المساء بسبب جداولهم اليومية، وتسلّط الضوء على أهمية اختيار التوقيت المناسب ونوع التمرين للحفاظ على نوم صحي.
ودعا الباحثون إلى المزيد من الدراسات لفهم الاختلافات الفردية في تأثير التمارين على النوم، خاصة أن بعض الأشخاص لا يواجهون مشاكل رغم ممارستهم الرياضة ليلاً.