
بلغة الأرقام والوقائع القريبة، لا يزال صيف 2023 حاضراً في ذاكرة اللبنانيين، بعدما تحوّل إلى محطة استثنائية في تاريخ السياحة في لبنان. فذاك الصيف لم يكن عادياً، إذ اجتذب نحو 3.6 ملايين زائر وسائح، وأسهم في ضخ نحو 5.41 مليارات دولار في الخزينة العامة، مقدماً جرعة أوكسيجين اقتصادية لبلد أنهكه الانهيار.
أما صيف 2024، فيحمل معه آمالاً كبيرة بتكرار الإنجاز، وسط تحضيرات واسعة لموسم سياحي واعد. وتبدو المؤشرات إيجابية مع عودة مهرجانات بعلبك إلى موقعها التاريخي، بعد اضطرارها للانتقال إلى بيروت صيف العام الماضي بسبب الحرب، إلى جانب عودة مهرجانات الأرز بعد انقطاع منذ 2019.
في حديثه لصحيفة “الأنباء” الكويتية، أكد رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، أن “الاستعدادات جارية لأن اللبناني لا يستسلم ولا يعرف الموت، بل يتمسك بالحياة، وقد أثبت ذلك في أكثر من مناسبة، وآخرها ما حصل بعد انفجار مرفأ بيروت حيث أعيد بناء ما تهدم رغم غياب القروض والتعويضات”.
وأضاف الأشقر: “اليوم، رغم القصف الإسرائيلي في الجنوب، ترى الناس تتابع وتوثّق المشهد بهواتفها! ما يدل على أننا نعيش في حالة شبه استقرار، ونستعد لكل ما هو إيجابي. اللبنانيون المغتربون قادمون والطائرات ستمتلئ بهم، ونأمل بعودة الخليجيين أيضاً، خاصة السعوديين الذين يملكون عقارات واستثمارات هنا، ما يترك أثراً اقتصادياً كبيراً”.
وعن الضمانات لموسم سياحي مزدهر، أوضح الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب المؤسسات السياحية البحرية، جان بيروتي، أن “الضمانة الحقيقية تكمن في خطاب القسم للرئيس جوزف عون، والبيان الوزاري، والتوافق على مشروع إنمائي وطني”، مشيراً إلى أنها مؤشرات مشجعة على مسار الأمور في البلاد.
وقال بيروتي: “لو أردنا انتظار المفاجآت السلبية، لبقينا في بيوتنا. الواقع اليوم يشير إلى عودة الاستثمارات، مع أكثر من 50 فندقاً قيد التجديد، وقطاع المطاعم في أوج نشاطه، والقطاع البحري يستعد للموسم، وحجوزات الفنادق تتراوح حالياً بين 30 و40%، وهي نسب لم نشهدها منذ زمن”.
وبين رهانات التفاؤل وواقع التحضيرات، يبدو أن لبنان يتهيأ لصيف مليء بالزوار والحركة، وسط حديث عن إمكانية استعادة أمجاد المواسم السياحية الاستثنائية كما في 2009 و2010، أو على الأقل تكرار نجاح صيف 2023. وفي كل الأحوال، صيف لبنان بات على الأبواب، والأنظار تتجه إليه بترقّب كبير.
المصدر:بولين فاضل
الأنباء الكويتية