تتقدم المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي الإيراني بخطى ثابتة، تعكس في الوقت الراهن أجواءً من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق. ورغم أن لبنان ليس طرفاً مباشراً في هذه المحادثات، إلا أن نتائجها ستكون له انعكاسات مباشرة، ما يثير تساؤلات حول مصير هذه المفاوضات وتأثيرها المحتمل على الساحة اللبنانية.

الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب يوضح أن “الملف النووي الإيراني هو السبب الرئيسي وراء الحضور العسكري الأميركي الكثيف قرب سواحل إيران”، مشيراً إلى أن “المحور الذي أنشأته إيران في بعض الدول العربية لم يكن بمعزل عن رضى أميركي في مراحل معينة، لكن وجود نحو 12 ألف مهندس يعملون في القطاع النووي الإيراني بات يشكل مصدر قلق لإسرائيل”.

ويتابع ملاعب في حديث لموقع mtv: “في حال ساد منطق الصفقات التي تصب في مصلحة شعار ‘أميركا أولاً’، فإن المفاوضات قد تؤدي إلى تسوية سلمية، خاصة إذا قبلت إيران بالشروط الأميركية وبقي برنامجها النووي تحت الطابع السلمي. إلا أن إسرائيل لا تقبل ببقاء أي شكل من أشكال البرنامج النووي الإيراني، حتى ولو كان سلمياً، نظراً لاختلاف استراتيجيتها عن تلك الأميركية. إسرائيل قد تسعى إلى فرض وقائع ميدانية جديدة في المنطقة، من خلال توسيع عملياتها في جنوب لبنان وسوريا والضفة الغربية، بهدف الضغط على الولايات المتحدة للاعتراف بسيطرتها على مناطق أمنية”.

أما عن تأثير هذه التطورات على لبنان، فيقول ملاعب: “إذا وافقت واشنطن على بقاء البرنامج النووي الإيراني تحت رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن نفوذ إيران في المنطقة، وخصوصاً في لبنان، قد يتراجع، ما ينعكس على ملف سلاح حزب الله. أما في حال رضخت الولايات المتحدة لضغوط إسرائيلية ودفعت باتجاه تصعيد أو مواجهة، فإن ذلك قد يشعل جبهة جديدة تشمل لبنان، حيث قد تستخدم إيران أذرعها للرد، سواء في اليمن أو على الساحة اللبنانية”.

وفي ختام حديثه، يشير ملاعب إلى أن حزب الله يراقب عن كثب تطورات الملف النووي، ويُرجّح أن يربط مسألة تسليم سلاحه بنتائج هذه المفاوضات. وفي حال لم تُقدم إسرائيل على ضرب إيران، فقد تلجأ إلى خطوات توسعية في جنوب لبنان وسوريا لفرض أمر واقع جديد، يدفع واشنطن إلى الاعتراف بسيطرة إسرائيلية أوسع في المنطقة.

المصدر : خاص موقع mtv