“الميناء منارة”برعاية واكيم و الترشيح المسيحي في طرابلس 10 أسماء

بقلم جوزاف وهبه

رست المعركة البلدية في مدينة الميناء على 3 لوائح رئيسيّة تداخل فيها العامل السياسي بعامل جديد هو التنافس على زعامة الطائفة الأرثوذكسية، أخذ شكل الصراع بين بعض رجال الأعمال المنتمين إلى هذه الطائفة.
اللوائح الثلاث هي:
-لائحة “الميناء أوّلاً” برئاسة المهندس فادي السيّد وتضمّ 21 عضواً، تحظى بدعم مباشر من النائب إيهاب مطر الذي أعلن صراحة إبتعاده عن “طبخة التوافق السياسي” بين النوّاب أشرف ريفي وفيصل كرامي وطه ناجي وكريم كبارة، التي أدّت لولادة لائحة “رؤية طرابلس” برئاسة الدكتور عبد الحميد كريمة.وتضمّ لائحة السيّد قطبين أرثوذكسيين هما رجلا الأعمال سمير الرطل وروبير أيّوب المقرّب من نائب القوات اللبنانية إيلي خوري.ويبدو أنّ هذه اللائحة تستحوذ على تأييد التيّار الوطني الحر عبر دعم من رجل الأعمال المرشح السابق للإنتخابات النيابية ألفرد دورة، وتيار المردة ممثلاً بمرشحه النيابي التقليدي رفلي دياب.
-لائحة “الميناء منارة” برئاسة عبدالله كبارة والتي باتت تُعرَف ب “لائحة إيلي واكيم” الذي يبدو أنّه يخوض معركته داخل الطائفة الأرثوذكسية، معتبراً أنّه الأحقّ بمرجعيّة الطائفة بعد أنّ قدّم، لعدّة سنوات، خدمات جلّى لأبناء الطائفة والميناء، شملت تركيب شبكة من الطاقة الشمسية يوزّعها مجّاناً على البيوت، كما شملت حملة تزفيت واسعة للشوارع والحفر في ظلّ غياب البلديّة لانحلال مجلسها، وغياب الدولة للعجز في موازنة وزارة الأشغال العامة.
ولكنّ هذا الدور المفترض لرجل الأعمال واكيم قد اصطدم بدايةً بالمرجعية الدينية للطائفة، ويُقال أنّ المتروبوليت إفرام كرياكوس قد وجّه انتقاداً له، معتبراً أنّ إصراره على تشكيل لائحة وتمويلها إنّما يصبّ في إضعاف ثقل وتأثير الناخبين المسيحيين، ما يهدّد بسقوط “السقف على رؤوس الجميع”.ولكنّ واكيم لم يستجب لتمنّي المطرانية، وقدّم صراعه مع باقي رجال الأعمال الأرثوذكس (الرطل وأيوب ودورة) كأولوية على جميع الأمور الأخرى، فكان له أن دعم تشكيل لائحة “الميناء منارة” بالتوافق السياسي مع كلّ من رئيس تيّار الكرامة النائب فيصل كرامي ورئيس جمعية المشاريع في الشمال النائب طه ناجي.
-لائحة “روح الميناء” برئاسة المهندس عامر حداد، وهي تضمّ 17 عضواً، وكادت أن تكتمل لولا “تدخّل” واكيم وتمكّنه من سحب 5 مرشحين لصالح لائحته التي أعلن عنها.وقد أعلن النائب أشرف ريفي، في تصريح له على موقع “ديمقرطيا نيوز” تأييده لهذه اللائحة، ولكن عاد والتبس الموقف بعض الشيء، ربطاً بمساعي التوافق الطرابلسي، أي أنّ نجاحه قد يغيّر من دعم ريفي!
10 مرشحين!
وفيما تشهد مدينة الميناء زحمة مرشحين مسيحيين ما يكفي لتوزّعهم على اللوائح الثلاثة، وهو أمر يطلق حيوية في أوساط الناخبين المسيحيين (معظمهم من طائفة الروم الأرثوذكس)، إقتصر الترشّح المسيحي في طرابلس على 10 أسماء فقط هم:سمير مسعد (سبق أن حلّ شقيقه الدكتور سليم مسعد في مركز نائب رئيس البلدية، كما يجري العرف عندما يفوز عضو مجلس من الطائفة المسيحية)، شارل مبيّض، سبيرو سميرة، المحامي جورج جلاد (سبق أن عُيّن نائباً لرئيس البلدية)، عطالله مقل، رشيد شبطيني، وليد الحمصي (إنضمّ الى لائحة نسيج طرابلس – عمران)، الياس برصان (لائحة “للفيحاء”)، عفيف نسيم والسيّدة دورا عريضة (لائحة “حرّاس المدينة”).وهذا الضعف في الإقبال المسيحي على الترشّح إنّما يعود لأمرين متلازمين:
-الأوّل، الغياب التام للنائبين المسيحيين إيلي خوري (قوّات لبنانية – المقعد الماروني) وجميل عبود (المقعد الأرثوذكسي) عن المشهد الإنتخابي، إضافة إلى تساؤل:لماذا لم يلعب المطران يوسف سويف دوراً في حثّ المسيحيين على المشاركة في هذا الإستحقاق الهام جدّاً؟ ولماذا غاب عن السمع النائب خوري بالذات وهو يشكّل وزناً كقوات لبنانية يفترض بها أن تصنع فارقاً مع التمثيل الماروني السابق، علماً بأنّه من الظلم المقارنة بين ما يمكن أن يقوم به النائب عبود وما كان يمثّله النائب الأرثوذكسي موريس الفاضل الذي لا تزال المدينة تحفظ ذكراه وذكرى أفعاله ومآثر حضوره الفعّال؟
-الثاني، ربّما الشعور بأنّ فرص الفوز ضئيلة، وهذا أمر خاطئ تماماً:المدينة لم تبخل يوماً بالتصويت للمرشحين المسيحيين.ولكن على هؤلاء أن يثبتوا حضورهم لا أن يستجدوه..وللمناسبة لو أرادت جميع اللوائح أن تضمّ في صفوفها مسيحيين، فمن أين تأتي بالمرشحين وهم لم يتجاوزوا عدد أصابع اليدين الإثنتين؟

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: