الشرطان الأميركيان للبنان: نزع سلاح حزب الله وإقامة سلام مع إسرائيل

من يتأمل في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند حديثه في الرياض أمس عن لبنان، وطرحه أن “رئيس الجمهورية يمكنه بناء دولة في لبنان بعيداً عن حزب الله، وأن الفرصة تأتي مرة واحدة في العمر لكي يصبح لبنان مزدهراً ويعيش في سلام مع جيرانه”، بالإضافة إلى تأكيده بأن “الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة لبنان في التنمية الاقتصادية”، يدرك بسهولة أن الموقف الأميركي الذي أعلن بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في نهاية تشرين الثاني الماضي، لم يتغير، بل يتكرر في كل مناسبة. وهذا ما أكده ترامب أمام قادة دول الخليج في القمة الاستثنائية. الموقف الأميركي يرتكز على شرطين أساسيين: الأول هو ضرورة قيام الدولة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، والثاني هو السعي الجاد لإقامة سلام بين لبنان وإسرائيل.

بعض المراقبين يرون أن مطلب نزع سلاح حزب الله من قبل الدولة اللبنانية قد بدأ يتحقق بالفعل على الأرض، مع تحقيق خطوات متقدمة في هذا الصدد بعد انتشار الجيش اللبناني في مناطق جنوب الليطاني، ومصادرته العديد من مستودعات الأسلحة التابعة لحزب الله، إضافة إلى مصادرة 225 مركزاً ومخزناً مسلحاً وفقاً للبيانات الرسمية لقوات الأمم المتحدة. هذه الخطوات تشكل دليلاً على التقدم في عملية نزع السلاح تدريجياً، بينما يبقى استكمال هذه المهمة في جميع المناطق اللبنانية، وهو ما يظل موضوعاً قيد الحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله. ومع ذلك، ترى الإدارة الأميركية أن عملية نزع سلاح حزب الله لم تكتمل بعد.

أما بالنسبة للشرط الثاني الذي ركز عليه ترامب، والمتعلق بإبرام لبنان اتفاقية سلام مع إسرائيل، فإن هذا يواجه صعوبات جمة وقد يبدو أمراً مستحيلاً في هذه المرحلة، في انتظار انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة والوصول إلى حل للقضية الفلسطينية.

فهل يعني ذلك أن التحرك الأميركي البطيء لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبعض مناطق الجنوب، إضافة إلى التباطؤ في تقديم المساعدات المالية والاقتصادية للبنان، سيظل مرهوناً بتنفيذ الدولة اللبنانية لهذين الشرطين بالكامل، كما أشار الرئيس الأميركي بوضوح؟
المصدر:معروف الدعواق mtv

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: