جمانة الحلبي و لويس أيوب واسكندر بريدي لـ”ديموقراطيا نيوز”: ” بيروت بتجمعنا” مشروع بلدي يرتكز على الكفاءة والحوكمة والمناصفة

بقلم ندى جوني – ديموقراطيا نيوز

في خضم التحضيرات للاستحقاق البلدي المقبل في العاصمة، برزت لائحة “بيروت تجمعنا” كأحد المسارات الجدية التي تسعى لإحداث تغيير فعلي في الأداء البلدي، من خلال برنامج جامع يتجاوز الإنقسامات التقليدية ويرتكز على الكفاءة والمساءلة.
وفي هذا السياق، أجرت “ديموقراطيا نيوز” سلسلة مقابلات مع عدد من المرشحين في اللائحة، الذين عبّروا عن رؤيتهم لمستقبل بيروت، مشددين على ضرورة النهوض بالخدمات، وتفعيل الحوكمة، وتحقيق المناصفة.
من خلال هذه اللقاءات، بدا واضحاً أن المشروع المطروح ينطلق من أرض الواقع، ويهدف إلى تقديم حلول عملية تعكس حاجات الناس وتطلعاتهم نحو مدينة أفضل.

جمانة الحلبي: ” بيروت بتجمعنا ” لإحياء الديمقراطية وكسر الانقسام الطائفي

تشدّد الناشطة في مجال حقوق الإنسان والمرأة، الأستاذة جمانة الحلبي، على أن تشكيل هذه اللائحة يتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، فهو يحمل مشروعاً واضحاً يهدف إلى كسر الإنقسام الطائفي، وإعطاء الأولوية للخبرات والإختصاص في معالجة مشاكل المدينة المتراكمة.
كما وتوضح أن بعض المرشحين مدعومون من أحزاب، لكنهم جميعاً أصحاب كفاءة، لديهم ما يقدمونه في مجالات أساسية كالنفايات، السير، والبنى التحتية.
يتمحور برنامج “بيروت بتجمعنا” حول قضايا تنموية ملحّة، في طليعتها ترقيم الخدمات، توليد الطاقة المستدامة، تحسين شبكة الطرق و مياه الصرف الصحي، إنشاء مساحات خضراء، دعم المبادرات الفردية وخلق فرص عمل، فضلًا عن استحداث مناطق حرّة لتشجيع المشاريع الصغيرة.

و ترى الحلبي أن التوافق داخل اللائحة على البرنامج ومضامينه يعزز من فرص تنفيذ خطط فعلية تخدم المواطن، بعيداً عن الخلافات الداخلية أو المناكفات السياسية. كما تؤكد على أن اللائحة تشكّلت من شخصيات تمثّل تنوع العاصمة بكل مكوناتها، وتعمل وفق رؤية موحدة تلبي احتياجات الناس.
أما فيما يخص المزاج الإنتخابي العام، فتشير إلى أن غياب “تيار المستقبل” ترك فراغاً واضحاً في الشارع البيروتي، وأدى إلى خلق حالة تردد لدى عدد من الناخبين. إلا أنها تعتقد أن هذا الظرف يمكن أن يكون مدخلاً لإحداث تغيير فعلي، خاصة أن كثيرين يتطلعون اليوم إلى وجوه جديدة ومشروع إصلاحي جدي.
علاوة على ذلك، ترى جمانة الحلبي أن بيروت تستحق الأفضل، وأن الرهان يجب أن يكون على البرنامج، لا على الأشخاص، مؤكدة التزامها بالعمل الصادق والمسؤول في حال نيل ثقة المواطنين.

اسكندر بريدي: بيروت تحتاج إلى تحالف كفوء يُكرّس المناصفة ويعيد الثقة بالعمل العام

يشارك رجل الأعمال والمطور العقاري اسكندر بريدي، البيروتي أبًا عن جد، في هذه اللائحة من منطلق إيمانه بالشأن العام وشغفه بتطوير العاصمة وتحسين مدينته لتصبح أفضل. كما يرى أن التحالف جاء نتيجة ظروف صعبة تمر بها بيروت، فرضت على الجميع التكاتف والتعاون لضمان المناصفة والتمثيل العادل، بالإضافة إلى أنه يؤكد أن هذه المرحلة تتطلب شجاعة في اتخاذ القرار ووضوحًا في التوجه.
“الوضع مربك، لكن هناك فرصة حقيقية للتغيير، خاصة بعد انتخاب رئيس جديد وفتح الباب أمام مرحلة سياسية مختلفة”، يقول بريدي في حديثه، مشيراً إلى أن تشكيل هذا التحالف ليس مجرد رد فعل على الأزمة، بل محاولة جدية لإعادة تنظيم العمل البلدي على أسس جديدة.
يؤمن بريدي بدور الأحزاب في العملية الديمقراطية، ويرى أنها جزء من النسيج السياسي في لبنان كما في معظم دول العالم. لكنه يشدد في المقابل على أن على هذه الأحزاب أن تتحمل مسؤولياتها كاملة اتجاه العاصمة وسكانها، لا سيما فيما يخص قضايا الإنماء، الخدمات، والتوازن داخل المجلس البلدي.
أما على مستوى البرنامج، فيعتبر أن الحوكمة الرشيدة تمثل أولوية إصلاحية لا يمكن التغاضي عنها، وهي مدخل أساسي لتحسين أداء الإدارة البلدية وضمان الشفافية والمساءلة.

و يختم بدعوة واضحة إلى أهالي بيروت للمشاركة الفاعلة في الانتخابات، معتبراً أن الامتناع لا يغيّر الواقع، وأن الطريق نحو العاصمة التي نحلم بها يبدأ من صناديق الاقتراع، عبر التصويت لبرامج واضحة ولأشخاص يمتلكون الخبرة والرؤية.

لويس أيوب: نحتاج إلى كفاءات وشرفاء لإصلاح بيروت عبر الحوكمة والمساءلة

يرى المحامي لويس أيوب، المرشح ضمن لائحة “بيروت بتجمعنا”، أن ترشّحه ينبع من إحساس بالمسؤولية اتجاه المدينة التي ينتمي إليها قلبًا وقالبًا. فكونه من العائلات البيروتية، ومع خبرته القانونية الطويلة، يعتبر نفسه على دراية تامة بما تحتاجه بلدية بيروت، وهو اليوم يطمح إلى تقديم أفضل ما لديه لخدمة العاصمة وسكانها.
يرتكز برنامج اللائحة، كما يوضح أيوب، على معالجة المشاكل الفعلية التي تواجه المدينة يوميًا. “لدينا رؤية واضحة، وخطة منطلقة من الواقع الذي نعيشه يومياً “، يقول بثقة، مشدداً على أهمية تحسين الأداء البلدي عبر تفعيل الحوكمة الرشيدة.
و يضيف: “الموظفون في بلدية بيروت يمتلكون كفاءة، لكن النظام الإداري يحتاج إلى إعادة تنظيم، وتبسيط الإجراءات، وتسريع المعاملات. هذا لن يتحقق إلا من خلال إدخال كفاءات جديدة، واستثمار الخبرات في أماكنها الصحيحة”.
أما على صعيد المشاركة، فيؤكد أيوب أهمية نزول الناس إلى صناديق الإقتراع، والتعبير عن رأيهم بوضوح، معتبراً أن مبدأ التنافس يجب أن يقوم على الأفضلية والكفاءة والنزاهة فقط، لا على الانتماءات الضيقة.
“نريد أصحاب خبرات، نريد الشرفاء، نريد من يضع مصلحة المدينة أولًا”، بهذه العبارة يختصر المحامي أيوب موقفه، داعياً الجميع إلى دعم المشروع الذي يعكس تطلعات البيروتيين، ويضع أسساً عملية لتطوير العاصمة.

المستقبل بين أيدي الناخبين: هل ستنجح “بيروت بتجمعنا” في تحقيق التغيير؟

تُختتم هذه الجولة مع المرشحين الثلاثة الذين وضعوا مع زملائهم في اللائحة نصب أعينهم خدمة بيروت وتحقيق إنمائها على أسس واضحة من الكفاءة والحوكمة والمناصفة. لكن، يبقى التحدي الأكبر أمامهم، في مدى قدرة الناخبين على المشاركة الفاعلة في الإنتخابات من جهة، و دعم البرامج التي تهدف إلى تطوير العاصمة بعيداً عن الحسابات الضيقة والصراعات الطائفية من جهة أخرى.

هل ستكون صناديق الاقتراع بداية فصل جديد لبيروت، يعيد لها حيويتها ويعزز وحدتها، أم ستبقى العاصمة تنتظر فرصة التغيير؟ السؤال مفتوح، والمسؤولية اليوم على كل مواطن يريد لعاصمته و مستقبله الأفضل

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top