
تشهد الساحة اللبنانية توتراً سياسياً متصاعداً، مع اقتراب العلاقة بين رئيس الحكومة نواف سلام و”حزب الله” من الدخول في مواجهة مفتوحة، على خلفية مواقف صحافية أطلقها سلام مؤخراً. وقد تجنّب سلام ذكر “المقاومة” في الذكرى الـ25 لتحرير الجنوب، كما أشار إلى انتهاء مشروع “تصدير الثورة الإيرانية”، ورفضه لثنائية السلاح، ما أثار حفيظة الحزب.
ورغم أن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد اكتفى بالتلميح إلى انزعاجه من خلال تصريحات مقتضبة، فإن الردود داخل الحزب جاءت مباشرة لاحقاً، ورافقتها حملة انتقادات من بعض النواب بحق وزير الخارجية يوسف رجّي، على خلفية وصفه الثلاثية التقليدية (الجيش، الشعب، المقاومة) بأنها “خشبية”.
في هذا الإطار، يسعى رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى لعب دور الضامن لاحتواء التوتر، منعاً لانفجار سياسي قد يهدد الاستقرار الداخلي، خصوصاً في ظل الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الجنوب. ووفق مصادر وزارية، فإن الرئيس عون يعمل على إعادة الانسجام داخل الحكومة، كما يراهن على دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري في تهدئة الأمور.
الخلوة الأخيرة التي جمعت عون وسلام جاءت بهدف تبريد الأجواء واستباق جلسة الحكومة، فيما تستمر محاولات إعادة فتح قنوات التواصل بين سلام و”حزب الله”، لبحث ملف الاستراتيجية الدفاعية، بما في ذلك حصرية السلاح في يد الدولة.
في المقابل، تؤكد أوساط مدافعة عن رئيس الحكومة أن تصريحاته تعكس واقعاً إقليمياً متبدلاً، لا سيما تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة. واعتبرت أن ما قاله سلام يندرج في إطار الالتزام بالبيان الوزاري وخطاب القسم، خصوصاً في ما يتعلق بتطبيق القرار 1701 والضغط دبلوماسياً على إسرائيل للانسحاب من الجنوب.
ورغم الانتقادات الموجهة إلى سلام ووزير خارجيته، تشير مصادر مطلعة إلى أن “حزب الله” لا يرغب في تحويل الخلاف إلى معركة سياسية مفتوحة، ويحرص على الاستقرار الداخلي، والتزام الحكومة ببيانها الوزاري، والدفع باتجاه حوار حول الاستراتيجية الدفاعية، لكن فقط بعد التزام الحكومة بوقف الخروق الإسرائيلية، وتحقيق النقاط الأربع التي يطالب بها الحزب
المصدر: محمد شقير الشرق الأوسط