
كشفت مصادر مطّلعة أن المناخات السياسية الراهنة ساعدت في فتح باب التهدئة الداخلية، بدءاً من قبول “حزب الله” بعدم تخطي قرارات الشرعية الدولية، وتحديدًا القرار 1701، والتزامه بوقف إطلاق النار ووضع السلاح تحت وصاية الدولة اللبنانية.
وأكدت المصادر في حديث لموقع “الأنباء” الإلكتروني أن هذا الالتزام لا يمكن للحزب تجاهله أو التراجع عنه، لما لذلك من مخاطر قد تُعيد إشعال الجبهة الجنوبية، وتفتح الباب أمام سيناريو مشابه لما يحدث في غزة، مع احتمالات تصعيد من قبل إسرائيل.
ورجّحت المصادر أن تكون إيران قد دخلت على خط تدوير الزوايا، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين رئيس الحكومة نواف سلام و”حزب الله”، خصوصًا بعد التصريحات التي أطلقها المفاوض الإيراني عباس عراقجي من بعبدا والسراي، والتي تحدث فيها عن “علاقات دولة بدولة”، ما اعتُبر تحوّلًا لافتًا في الخطاب الإيراني الرسمي.
وتشير الترجيحات إلى أن عراقجي أبلغ “حزب الله” بالموقف الجديد، وهو ما ساهم في تليين موقف الحزب، نظراً للارتباط الوثيق بينه وبين طهران.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، حذّرت المصادر من أن الحزب قد يسعى إلى كسب الوقت، بانتظار نتائج مفاوضات الملف النووي بين واشنطن وطهران، لاتخاذ مواقف أكثر وضوحًا في المرحلة المقبلة.
وأوضحت أن الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام ثابتان في موقفهما بشأن مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وكذلك في حصر قرارَي الحرب والسلم بالمؤسسات الشرعية وحدها