
متى يُسلَّم سلاح حزب الله للدولة؟
هذا السؤال يشغل اللبنانيين في ظل تزايد التوترات الإقليمية، خاصة مع تقدم سوريا في سحب الأسلحة غير الشرعية من أراضيها، بينما يبدو أن “حزب الله” يماطل في إنهاء هذا الملف، مستفزاً تصريح رئيس الحكومة نواف سلام الذي يستند إلى البيان الوزاري الذي وافق عليه الحزب نفسه.
يرى الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة أن العائق الأساسي أمام نزع سلاح “حزب الله” هو قرار القيادة الحزبية، الذي لا يقتصر على دعم داخلي بل يأتي بدعم إقليمي. ويشرح حمادة لموقع mtv أن “حزب الله” هو ذراع إيرانية في لبنان، وأنه يستخدم مبررات غير مقبولة لإبقاء سلاحه، مما يعرض لبنان لضربات إسرائيلية واحتلال طويل الأمد لبعض المناطق في الجنوب.
ويشير حمادة إلى اتفاق المجتمع الدولي والعربي على ضرورة تحويل “حزب الله” إلى حزب سياسي واجتماعي مثل بقية الأحزاب اللبنانية، معتبرًا أن نزع السلاح هو المفتاح لعودة لبنان إلى الحضن العربي. وإذا تماطلّت السلطات اللبنانية، فإن علاقات لبنان مع الدول العربية والمجتمع الدولي ستتأثر سلبًا.
وعن فرص لبنان في هذا الملف، يؤكد حمادة أن الوقت ما زال مناسبًا للتحرك السريع والحازم، رغم البطء في التنفيذ حتى الآن، مستشهداً بتصريحات رئيس الحكومة نواف سلام كمؤشرات إيجابية، لكنه يحذر من تراجع الزخم السياسي الجديد، داعياً المسؤولين إلى الإسراع في المعالجة.
أما الخبير العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب، فيشير إلى أن “حزب الله” خسر عدداً كبيراً من قياداته العليا والوسطى، كما تم تدمير الكثير من قدراته العسكرية، مما يدفع إلى الاقتناع بعدم جدوى استمرار السلاح في المقاومة.
ويضيف ملاعب في حديثه لموقع mtv أن التعامل الرسمي اللبناني مع ملف السلاح يرتكز على تفادي الصدام مع الحزب، مع التشديد على أن إزالة الاحتلال الإسرائيلي هي الخطوة الأساسية التي ستسهل نزع السلاح، وهو ما تدعمه الدبلوماسية اللبنانية في محادثاتها مع الموفدين الأجانب.
وعن الدور الإقليمي، يلفت ملاعب إلى أن سلاح “حزب الله” مدعوم من إيران، لكن الدور الإيراني في المنطقة بدأ يتراجع، حيث أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت كانت لتثبيت وجود “حزب الله” في السلطة اللبنانية بدون سلاح، ويبدو أن حتى بغدادجي بات مقتنعًا بأن السلاح لم يعد له دور فعلي.
ويؤكد ملاعب أن الوقت لم يفُت بعد، وأن البيئة المحيطة بالحزب بدأت تدرك أنه لم يعد هناك ضرورة للسلاح، مع وجود تفاهمات بين قيادة “حزب الله” والسلطة اللبنانية تمنح الدولة المزيد من الصلاحيات دون وقوع صدامات.
ويختتم ملاعب بالقول: “تسليم سلاح حزب الله سيتم في نهاية المطاف، ولكن ليس بشكل تصادمي. والدبلوماسية اللبنانية تعمل على تحقيق ذلك من خلال معالجة أسباب المشكلة الأساسية، وهي إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي.”
المصدر: رينه أبي نادر – mtv