تعيش البلاد مرحلة دقيقة يُنظر إليها من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين، داخليًا وخارجيًا، على أنها من الأسوأ منذ انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. ما يثير القلق هو ما يُعتبر تقصيرًا في التقدّم نحو تنفيذ مبدأ “حصرية السلاح بيد الدولة”، بالإضافة إلى تعيين الوزير السابق علي حميّة، المحسوب على “حزب الله”، مستشارًا للرئيس، ما عُدّ مؤشّرًا واضحًا على توجّه استرضائي تجاه الحزب.

من المؤشرات المقلقة أيضًا، كان تصريح وزير الإعلام بخصوص التواصل مع “العدو”، وما تبعه من حادثة الاعتداء على قوات “اليونيفيل” في الجنوب، ما ألقى بظلاله على الساحة السياسية والأمنية.

وسط هذه الأجواء، عاد ملف تجديد تفويض “اليونيفيل” إلى الواجهة، لا سيما بعد حادثتين بارزتين: الإشكالات الميدانية الأخيرة مع بعض الدوريات في الجنوب، وزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.

مصدر رسمي أكّد لموقع MTV أن لبنان لم يتلقّ أي إشعار رسمي بشأن سحب أو تقليص مهام “اليونيفيل”، واصفًا ما يُتداول بأنه “تهويل إعلامي”، قد تكون غايته الضغط لخفض الميزانية المخصّصة للقوة الدولية، وبالتالي تقليص عديدها أو مهامها.

على صعيد متابعة الملف، تنتظر وزارة الخارجية اللبنانية توصيات اللجنة التقنية السياسية المُشكّلة لمواكبة ملف التجديد، تمهيدًا لتوجيه رسالة إلى الأمم المتحدة تؤكد طلب لبنان التجديد للقوة من دون أي تعديل في مهامها.

وفي تطوّر مرتبط، يُتوقّع أن يزور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، بيروت في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري. وتشير المعطيات إلى أن زيارته ستركّز على قضيتين أساسيتين:

1. مطلب حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، حيث لا يُستبعد أن يوجه برّاك رسائل مباشرة تُعبّر عن استياء واشنطن من بطء التقدّم في هذا الملف، ومن تأخر الإجراءات الكفيلة بتقليص نفوذ “حزب الله”.
2. مسألة تجديد تفويض “اليونيفيل”، والتي ستكون ضمن أجندة التنسيق الأميركي – اللبناني، مع توجه رسمي لبناني للتعامل مع الضيف الأميركي بموقف موحّد يعكس الحد الأدنى من التفاهم الداخلي حول دور القوة الدولية.

وتسبق هذه الزيارة المرتقبة مشاورات مكثفة بين الرؤساء الثلاثة، تهدف إلى صياغة موقف موحّد يُعلَن عبر القنوات الرسمية والإعلامية.

المصدر: داني حداد mtv