أعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، خلال الحفل التكريمي الذي نظمه “حزب الله” في حسينية بلدة زبدين للشهيد على طريق القدس مهدي خليل زعتر في حضور عضو كتلة” التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي، “أننا بكل إعتزاز وفخر نقف على منبر تأبين شهيدنا البطل الذي استشهد في أشرف معركة وأكثرها أهمية في مواجهة العدو الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الغاصب، معركة درب الأقصى مؤازرة لغزة ودفاعاً عن لبنان”.
وقال فياض: “كل الإعتزاز بشهيدنا المجاهد وكل الشهداء الذين سبقوه، هذه الأقمار السّاطعة والجباه الشامخة والإرادات الراسخة، إعتزازنا بشجاعتهم وإندفاعهم وإخلاصهم وتفانيهم وحضورهم وعزمهم وإنضباطهم وتواضعهم وإحترافهم وعشقهم للشهادة ورسوخهم وإنتمائهم لهذا الخط ولهذا الوطن الذي يدافعون عنه. اعتزازنا بأهلهم ذوي الشهداء، الذين قدّموا ويقدِّمون فلذات أكبادهم، ثم يحتسبون ذلك لله في صحيفة أعمالهم راضين مسَلمين ما دام في عين الله”.
اضاف: “إعتزازنا بشعبنا هذا المجتمع المقاوم الحاضن للمقاومة، الذي هو ركيزة إنتصارنا وسر نجاحاتنا، لأنهم نصروا الله فحق لهم النصر كما إعتزازنا بمركبا وبكل هذه القرى المحاذية للحدود مع فلسطين وفي المنطقة الحدودية من شبعا وتلال كفرشوبا في أعالي جبل الشيخ وصولاً الى الناقورة على البحر، هؤلاء هم الركيزة الصلبة والحاضنة المخلصة ، هؤلاء مصداق الوطنية الحقيقية، هؤلاء أبناء الأرض التي أخلصوا لها وتجذروا فيها حياةً وشهادة. كما إعتزازنا الذي لا حدود له بأهل غزة الذين يمرون بتجربة نادرة وإستثنائية من حيث قساوتها ووحشيتها من حيث الخسائر البشرية وحجم التدمير، جوابهم هو حسبي الله ونعم الوكيل وفداء لفلسطين والقدس والمقدسات تستحق هذه التضحيات بكل رضى. *
وقال: “نحن في قلب معركة الإنتصار، العدو لا يملك إلّا خيار التدمير والقتل، إلّا أن صمود الناس في غزة وثباتهم جوَّف هذا الخيار وجعله غير ذي قيمة، صحيح أن الكلفة باهظة والألم كبير والمعاناة لا حدود لها، لكنها تكشف ضعف العدو الذي يتخبط في الميدان وينهزم في الشجاعية التي حولته الى عصف مأكول”.
وأردف قائلاً: “ما يجري أظهر أن العدو إستنزف كل قدراته وخياراته، لكنه لم يتمكن من إضعاف المقاومة أو تعطيل قدراتها، فكيف بهدفه الذي أعلنه وهو سحق المقاومة، وكذلك إنكشف وجهه الحقيقي المتوحش الذي يدفع بإتجاه تحولات جذرية في الرأي العام الدولي، وكذلك أعادت هذه الحرب القضية الفلسطينية إلى صدارة الإهتمام الدولي، ودفعت الى تهاوي كل الأطر والإجراءات التسووية التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية”.
وأشار فياض إلى أن “النتائج الميدانية والسياسية لغاية اللحظة والحرب لم تنته بعد، العدو هو الخاسر والمقاومة هي الرابحة، أما الكلفة البشرية للحرب وهي باهظة على الشعب الفلسطيني في غزة ومؤلمة، لكنها حجمها وضخامتها، إنما يكشف تطوراً كبيراً في حجم المواجهة مع العدو واقتراباً من تحقيق الأهداف ، ويوضح حجم الهزيمة التي يتعرض لها العدو وان القاعدة التي يجب أن لا تغيب عن ذهننا هي أن حجم الخسائر البشرية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني موازٍ لحجم الهزيمة التي يتعرض لها العدو الإسرائيلي”.
ورأى فياض ان “انتصار المقاومة في غزة هي مسألة وقت، والعدو بدأ يترنّح وهو في حالة من التخبط والإنهاك والإستنزاف التي لن يقوى على تحملها ، والأميركي سيلقي له حبل النجاة تحت مسميات سياسية وإنسانية ومبادرات لحلول مؤقتة ودائمة لكن كل ذلك لن يغيّر في حقيقة أن العدو إنهزم لأنه عجز عن تحقيق أهدافه والمقاومة انتصرت لانها ستخرج أقوى وأكثر فاعلية، في حين ان الشعب الفلسطيني سيكون أكثر إقتراباً من تحقيق اهدافه”.
واعتبر “ان صمود المقاومة في غزة وفشل العدو في تحقيق أهدافه، سيحمي لبنان وسيعطّل على العدو مغامراته المجنونة ، أما أولئك الذين اعترضوا على خوض المقاومة حقها في الدفاع عن شعبها وأرضها ومؤازرة غزة، فهم تناسوا أن إسرائيل هي دائماً في موقع المعتدي ما دامت تحتل أرضاً لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي تخترق سيادتنا يومياً”.
ولفت إلى “ان مشكلة الفلسطينيين مع الكيان الإسرائيلي لم تبدأ في ٧ تشرين الاول، ومشكلتنا معهم لم تبدأ أيضاً في هذا الشهر، إنما إسرائيل هي عدوّ محتل يمارس عدوانه بصورة مستمرة ، ونحن لدينا كل الحق في قتاله في سبيل تحرير الأرض ودفاعاً عن أهلنا ومؤازرة لفلسطين. وكلما دعت الضرورة دون اي تفريط بالمصالح الوطنية اللبنانية “.
وقال: “دخولنا في هذه الحرب مؤازرة لغزة إلى جانب الأخوة اليمنيين والعراقيين في إطار تكامل الساحات، إنما سيسجله التاريخ كنقطة مضيئة ومتألقة نعتز بها ويعتز بها كل العالم العربي والإسلامي ويعتز بها اللبنانيون وأجيالنا القادمة، ولن نسمح بإستفراد غزة في حين أن العدو لا يعرف من أين يتلقى الضربات. فعلى مدى الأرض الفلسطينية المحتلة بات الكيان مهددا، غادره مئات الالاف والشركات تقفل أبوابها والإقتصاد منهك والمستوطنات في الشمال مقفرة والإنقسامات الداخلية تتفاقم والجيش الإسرائيلي افتقد المصداقية”.
وأكد فياض “اننا أمام حقبة تاريخية استثنائية إنتظرناها طويلاً وها نحن نشهد معالمها، وإن العدو الذي ينهزم في الميدان في مرحلة الحرب يحاول الأميركي أن يؤمن له مكتسبات سياسية في مرحلة ما بعد الحرب وهذا مخالف للمنطق وللواقع وللمصلحة ونحن لن نعطيه هذه الفرصة”.
وختم: “رحم الله شهيدنا وجعل مقامه مقام عليين إلى جانب الأنبياء والأوصياء والصديقين وأثاب الله أهله الأعزاء خير ثواب وعوّض الله لهم معاناتهم عزاً في الدنيا وشفاعة في الآخرة”.