
تحت المجهر- ديمقراطيا نيوز
فجأة توقف الكلام عن كل ما يعانيه البلد من مشاكل سياسية وأمنية واقتصادية، لا حديث عن التطورات العسكرية على الجبهة الاسرائيلية وتهديد لبنان بكل أطيافه بعملية عسكرية جديدة.. لا معنى لتحذيرات صندوق النقد ومعه المجتمعين العربي والدولي بسبب تباطؤ انضاج الحلول الإقتصادية من قانون الفجوة المالية وصولا الى هيكلة المصارف.. لا مشكلة في قضية المولدات وتعنت أصحابها برفضهم المستمر لقرارت وزارة الإقتصاد.. لم يسمع أحد عن تزايد نسب الإنتحار بين الشباب اللبناني… وارتفاع معدلات حوادث السير نتيجة سوء حالة الطرقات وغياب اشارات المرور!!..
كل ذلك لا يهمّ المواطن اللبناني -عمومًا- والبيروتي -خصوصًا- ، ما يلفته أكثر معرفة لماذا أقدمت “مؤسسة مخزومي” على ترميم مسجد “التوبة” في الأشرفية ؟؟
المواطن البيروتي لا همّ له اليوم سوى سماع انتقادات بحق هذه المؤسسة لأنها رفضت الإهمال اللاحق بأحد “بيوت الله” لمدة سنوات، فبادرت بتوجيهات من النائب فؤاد مخزومي لإعادة تشييده!..
“البيارتة” تركوا أشغالهم وما يعكر صفوهم، وانصب تركيزهم اليوم على معرفة ان كانت المؤسسة اتخذت كل الخطوات القانونية والإجراءات الدينية الضرورية قبل اطلاق عملية اعادة اعمار المسجد؟؟
وحين اطمأن “البيارتة” بأن طلب الترميم قُدّم رسميًا الى “دار الفتوى”وفق الأصول ووفق الأطر القانونية، انتقل المغرضون الى بث سمومهم وافتراءاتهم بتحويل القضية الى مزايدة انتخابية، علمًا ان المساعدة المقدمة ليست مرتبطة بالانتخابات، بل نابعة من التزام اجتماعي وإنساني، وهو طريق سلكته مؤسسة فؤاد مخزومي منذ العام 1997..
ثم أين هي المصلحة الإنتخابية المباشرة للنائب مخزومي في دائرة لا تتبع فعليًا له ولا تعنيه على الصعيد الشعبي والإنتخابي؟!.. ما يؤكد ان ما قامت به المؤسسة هدفه خدمة الناس وتحقيق المصلحة العامة لا لتحقيق المكاسب الشخصية..
ثمة من يقول، كان الأجدى بهؤلاء الترحيب بأي دعم حقيقي لإعادة إعمار المسجد، من أي جهة كانت، وعدم تحويل القضية الى مزايدات اعلامية ومنصة للتصويب على النائب مخزومي.
من المؤسف، ان يتحوّل العمل الخيري الديني الى مادة للسجال الإعلامي والهجوم السياسي، عوضًا ان يقتضوا بحديث الرسول الأكرم -عليه الصلاة والسلام- : ” من صنع اليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه.”
