هيا تقدم أنت وحدك.. أيقظ الموتى ففي دمك الجواب؟!

بقلم محمود القيسي”هيا.. تقدم أنت وحدك.. حولك الكهان ينتظرون أمر الله… فأصعد أيها القربان نحو المذبح الحجري.. وأصعد قويا.. أيقظ الموتى!… ففي دمك الجواب، ونحن لم نقتلك.. لم نقتل نبيا. إلا لنمتحن القيامة، فامتحنا أنت.. مت.. لتعرف كم نحبك!… فلا ترجع إلى أعضاء جسمك. وأترك أسمك في الصدى.. صفة لشئ ما وكن أيقونة الحائرين.. وكن شهيداً شاهداً.. طلق المحيا… من يطهرنا سواك؟ وقد ولدت نيابة عنا هناك. ولدت من نور ونار.. وكنا نحن نجارين موهوبين في صنع الصليب.. فخذ صليبك وأرتفع فوق الثريا.. فلا قربان غيرك.. يا حبيب الله يا أبن شقائق النعمان. كم من مرة ستعود حيا… هيا تقدم أنت وحدك… فكن اشارتنا الأخيرة كن عبارتنا الأخيرة في حطام الأبجدية لم نزل نحيا، ولو موتى.. على دمك اتكلنا… لم يعتذر أحد لجرحك. كلنا قلنا لروما: لم نكن معه وأسلمناك للجلاد”.*محمود درويشميري (كريست/ماس)، أو ميري كريسماس أو (الكبسولة اللغوية) الملغومة!؟… “ميري Merry”، هي كلمة سهلة التعريف في قاموس المعاني الإنجليزية وجميع محركات البحوث العالمية الكبرى، فهي بلا شك تدل على السعادة و المرح في “الظاهر” عند الأطفال، والسعادة عند الأهل الغائبين عن حقيقة ما تخفيه الأكمة في جوهر الحقيقة الرأسمالية المالية والسياسية التاريخية وأخواتها.. وتتناسب كلمة ومعنى “ميري” مع تلك الأجواء التي يعمّها الضحك والفرحة “المفخخة” بين الشكل الظاهري والجوهر أو المضمون الباطني… وبالتالي؛ هي كلمة بريئة وغير ضارة ، ولكن الحقيقة أنها ستصبح ضارة فعلاً عندما نستخدمها مع كلمة “كريستماس Christmas”!!.. كريستماس هي كلمة مزدوجة التركيب تتكون من شقين، فالشق الأول يحتوى على مقطع “كريست Christ” ، و هي كلمة انجليزية تعني المسيح، و مشتقة من الكلمة اليونانية كريستوس. أما مقطع “ماس Mas”، فهي كلمة انجليزية ايضاً، تعني مولد أو ولادة، وترجع أصول تلك الكلمة الى المصرية القبطية ولها نفس المعنى في اللغة الهيروغليفية ولا توجد أصول أخرى لهذه الكلمة في أي لغة من اللغات اللاتينية. بينما توجد مراجع أخرى تثبت عكس ذلك! و تُأكد على أعتقاد الناس الخاطئ بأن كلمة “كريستماس Christmas” أو الكبسولة اللغوية تعني (ولادة المسيح)، حتى المسيحيون أنفسهم يعتقدون هذا الشيء، بينما هي تعني (موت المسيح) والقيم كما تعتقد المراجع، وتم إثبات ذلك بإستخدام موسوعة كتب عالمية تسمى “الموسوعة الكاثوليكية” وغيرها من المراجع والموسوعات اللغوية والمعرفية والدينية والتاريخية خصوصاً وعموماً.. حيث من قتل وصلب السيد المسيح ما زال يعيش على موته وصلبه.. دون إن يدري هذا القاتل، أو يدري إن جميع الأحرار والشرفاء والمؤمنين والمؤمنات في هذا العالم إلى يوم “القيامة” مع المسيح “المُجدف” فوق الصليب.. وقد جرح الخل وجه الإله على رئتيه.. وظل به أمل ويقاتل الظلم والقهر والاستبداد..!هناك من يضحك ويكذب علينا في ظل الحضور الميثولوجي “المبتكر” ويكذب ويضحك علينا في ظل الحضور الثيوقراطي “الحديث”.. هناك من يكذب ويضحك علينا في كل مراحل الرأسمالية القديمة والجديدة والمستجدة.. وهنآك من يضحك ويكذب علينا في كل مراحل الرأسمالية الحديثة وما بعد الحديثة في مراحل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.. هناك من يضحك ويكذب علينا بهدايا مصنوعة من جلودنا وجلود أطفالنا وأطفال العالم “الثالث” والعالم الرابع والمربع والمسدس في الترهيب والهيمنة والتعليب.. هناك من يضحك ويكذب علينا وعلى أطفالنا وأطفال العالم بإسم الرأسمالية المتغولة والإمبريالية المتوحشة في أعلى مراحلها الإمبريالية المتغولة والمتوحشة.. هناك من يضحك ويكذب علينا بالاستعمار الفكري والتفكير والعولمة والهدايا الملغومة والمفخخة..!؟لخص الدكتور جاستين كولسُن، أحد أهم خبراء شؤون تربية الأطفال البارزين في استراليا: خرافة “بابا نويل” بإيجاز شكسبيري موجز: هي كذبةٌ رائعةٌ “ولكن كلما اقترفنا الكذب، زادت فرص أن يكتشف أطفالنا و”الأجيال القادمة” أننا كذابون مخادعون”. لا ينبغي للبالغين الكذب على الأطفال بشأن طبيعة شخصية “سانتا كلوز” كما تقول أمينة شاهايان، الباحثة في مجال علم النفس التربوي والتنموي في الجامعة الكاثوليكية الاسترالية.. تستطرد الباحثة شاهايان قائلة: فعندما يسأل طفلٌ عما إذا كانت هذه الشخصية حقيقيةً أم لا، فإن ذلك يعني أنه وصل بالفعل إلى مرحلة نموٍ تتيح له التمييز بين الشخصيات الحقيقية والخيالية. وعند بلوغ الصغار مرحلة النمو هذه، ليس من المفيد أن نكذب عليهم بشأن شخصيةٍ خياليةٍ مثل “بابا نويل”. بطبيعة الحال، لسنا بحاجةٍ لأن نجلس مع كل طفلٍ على حدة، وفي أي مرحلةٍ عمريةٍ، لمناقشة هذا الأمر، ولكن إذا أُثير النقاش، أو إذا طرح الطفل هذا السؤال، سيكون التزام الصدق هو الخيار الأمثل.لا يحتفل الجميع بأعياد الميلاد أو الكريسماس. لكن من يفعلون ذلك ربما يجدون أنفسهم يكذبون على أطفالهم خلال فترة العطلات بشأن هذه الشخصية الخيالية المتمثلة في ذلك القديس العجوز الظريف نيقولاس أو سانتا كلوز الذي يعرفه الكثيرون باسم “بابا نويل” الذي يقدم الهدايا للأطفال “المطيعيين”.. تلوح في هذه الأيام عطلة المدارس في الأفق. ومن شأن تلك الفترة أن تصبح مفعمةً بالإثارة والحماسة من جهة من يملكون المال.. ومُحزنةً ومثيرةً للكآبة من جهة أخرى، جهة الذين لا يملكون المال.. أو أولئك “الأطفال” والشعوب “المشاغبين” والذين لا يخضعون إلى سلطة “اليد العليا” و”الأخ الأكبر” و(السلطة العميقة) في بعدها السلطوي العميق والطاعة العمياء العميقة.. بُعدها الراسمالي الحاكم والمتحكم بالصغار والكبار من “الأب” إلى “الأبن” وصولاً إلى “الرعية”..!؟بيتر إليرتون، المحاضر في مجال التفكير النقدي ومدير المناهج في مشروع “يو كيو للتفكير النقدي” في جامعة كوينزلاند: من غير المقبول أن يكذب المرء بشأن طبيعة شخصية بابا نويل، حتى وإن كنا نكذب على أطفالنا بخصوص أمورٍ كثيرة، إذ أن ذلك يحدث غالباً للتغطية على أشياء قد تثير “الريبة” على المدى الطويل.. وفي أحيانٍ أخرى، نقترف الكذب لترسيخ وإدامة خرافات ثقافية من قبيل: الصبية لا يبكون، والرياضيون هم خير قدوة، وأنه يمكن لأي شخصٍ تحقيق النجاح إذا عَمِلَ بجدٍ واجتهاد. ويتعامل غالبية الناس مع بابا نويل على أنه أحد هذه الخرافات التي تجلب السرور.. ولكن يتعين عليك أن تضع في اعتبارك ما سيترتب حتماً على قصة بابا نويل هذه من تَبِعات طبقية وسلوك سيكولوجي سلبي في الثقافة الاجتماعية.. فإذا كانت تلك الأسطورة تقول إن هذه الشخصية الخيالية تمنح الهدايا للأطفال الطيبين وحدهم، فما الذي يعنيه ذلك فيما يتعلق بالأسر الفقيرة التي قد لا تمتلك مالاً تشتري به هدايا؟… وما الأحكام القيمية التي تتبلور في الأذهان جراء ذلك؟… وماذا إذا كان الأطفال أنفسهم فقراء؟… كيف ستؤثر هذه السردية على إحساسهم بقيمة ذواتهم ونموهم الفكري بين الكذب والحقيقة؟…هناك من يضحك ويكذب علينا في الاستعمار الفكري والجسدي وشراء قوة العمل.. واللامساواة في الدخل واللون والعرق والكفن.. هناك من يضحك علينا في كمية ونوعية الإنتاج وارتفاع الأسعار ووسائل وأدوات التسويق والاستهلاك والاحتكار والحروب والموت.. هناك من يضحك كثيراً ويكذب كثيراً.. هناك من يضحك ويكذب ويكذب ويضحك ويضحك ويكذب.. ويأخذنا دون إن نشاء إلى أين يشاء.. إلى استهلاكنا كأي سلعة رخيصة.. إلى استبدالنا وموتنا الموعد في ثقافة تجديد وتحديث قوة الإنتاج والتسويق والاستهلاك.. و”تجديد” قوة العمل من الإنسان إلى الإنسان الآلة في ظل الغياب “الذاتي” والتغييب “الموضوعي”.. في ظل الغياب الذاتي والموضوعي من الأنسان الآلة إلى الآلة الحاكمة و”ثقافة” الروبوت والدولة العميقة الحديثة.. وما بعد الحديثة.. واستعمارها التكنولوجي.. استعمارها التكنولوجي الذكي..!؟؟ريبيكا إنغليش، المُحاضرة في مجال التربية بجامعة كوينزلاند للتقنية: لا ينبغي عليك الكذب بشأن بابا نويل، لأن ذلك يعني أنك تشجع أطفالك – باستخدام برهانٍ مُختلقٍ على الدوام – على تصديق كذبةٍ يكتنفها الغموض من الناحية الأخلاقية. على أي حال، لست وحدي من شعر بأنه تحطم، عندما اكتشفت الخدعة المُتقنة المُفصلة التي مارسها والداي عليّ بخصوص هذه الشخصية الخيالية، وهو ما تركني وقتها نهباً لتساؤلاتٍ حول ماهية الأكاذيب الأخرى التي أخبراني بها والحقيقة. ورغم أنه يُفترض أن تشجع شخصية “سانتا كلوز” على توسيع أفق الخيال والحقيقة، فإن ما يحدث في واقع الأمر أنك تطلب من الأطفال تعطيل مَلَكة التفكير النقدي لديهم، والاعتقاد في صحة أمرٍ خياليٍ تماماً. وكما تشير خبيرة التربية ريبيكا، فإن الخيال والوهم يجدان لنفسيهما مجالاً للازدهار والسيطرة على الذهن، عندما نختار تصديق ما نعلم أنه غير حقيقي. وهكذا فإن قصة بابا نويل هي أبعد ما يكون عن دفع الأطفال إلى طرح الأسئلة وإبداء العجب والدهشة، في ضوء أنها تشجعهم في الواقع على أن يصبحوا مستهلكين لأفكار الآخرين والكذب بدل الحقيقة.. التي تتحول معها أسطورة بابا نويل الرأسمالية الخيالية والمتخيلة إلى عصا ناعمة في مرحلة الطفولة.. وغليظة عند مرحلة البلوغ لترسيخ مفهوم ضرورة الانصياع والطاعة في مرحلة الاستبداد وعبودية ما بعد الحداثة.تشير الأرقام الصادرة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها هذه الأيام إلى تجاوز “ألارباح”.. أرباح سانتا كلوز، أو بابا نويل، أو القديس نيكولاس، أو السيد المسيح، أو بطرس الأكبر أو شركة الكوكاكولا.. أو المتاجرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمالية والدينية الرأسمالية في حقيقة الأمر.. قد وصلت إلى مستويات “فلكية”.. حيث إن في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، هنآك إحصائيات تقول إن ربع مجموع الإنفاق الشخصي في بلاد الأنكل سام يتم خلال موسم التسوق لعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، ودائماً تحت رعاية “البابا الروحي” سانتا كلوز الرأسمالية… هذا ناهيك عن بقية أصقاع وأطراف وقارات وبلاد العالم الواسعة الأخرى وشعوبها.. بأستثناء الفقراء الذين لا يملكون حتى قوت يومهم اليومي..!؟هناك المئات من البحوث العميقة بعد مرور أكثر من 90 عاما من بابا نويل الذي نعرفه، هذا بالإضافة إلى أعداد كثيرة من المقالات والبحوث والدراسات المترجمة بكل اللغات بدقة ومهنية دقيقة في سردية أحد قديسي الرأسمالية التقليدية – الدينية الأهم.. السردية التقليدية التي ما زالت تحافظ على السردية التقليدية في عصر ثورة تكنولوجيا الإلكترونيات الذكية في إنتاج المعلوماتية الذكية في كل الميادين ولدي كل الليبراليات والليبراليين.. القديمة منها، والتقليدية، والجديدة، والمستجدة.. الحديثة والمستحدثة، وما بعد الحديثة وما بعد بعد الحديثة والمستحدثة… البحوث التي تتوخى الدقة الموضوعية.. نظراً إلى دقة وحساسية هذه المواضيع الدقيقة والحساسة.. وخصوصاً، أو بالأخص تجارة الأديان والإرهاب الفكري وخلط حابل السياسة بنابل الأديان دون تكريس فصل الدين عن السياسة بكل أشكالها وألوانها وأديانها وسياساتها على كل الأصعدة وفي كل الميادين.. لم تكن أسطورة بابا نويل الراسمالية المستمرة سوى ترسيخ البعد الرأسمالي وأهميته في عقول الأطفال الباطنية – أطفال المستقبل والأجيال القادمة.. استغرقت صورة سانتا كلوز مراحل كثيرة من الإعداد والإنتاج والإخبار والإخراج الرأسمالي تاريخياً لتصبح بالشكل الذي نعرفه الآن. سانتا الذي رسمه هادون ساند بلوم ظهر لأول مرة عام 1931، واستمر في الظهور بانتظام في مجلة «The Saturday Evening Post»، ومجلات أخرى مثل «National Geographic» و«The New Yorker». وكانت كوكاكولا واحدة من أهم أسباب ثبات الصورة الحديثة لسانتا كلوز في الوعي العام. أصبحت إعلانات كوكاكولا السنوية تتميز برسومات ساند بلوم لسانتا وهو يحمل زجاجات كوكاكولا أو يشربها أو يتلقاها هدايا، ما جعل صورته ترتبط بهذا المشروب، لم تخلق كوكاكولا صورة سانتا، وإنما استعارتها بهدف التسويق لمنتجاتها. لكن كوكاكولا ليست الشركة الوحيدة التي استغلت شهرة تلك الشخصية، إذ ظهر سانتا كلوز في إعلانات أخرى كثيرة، منها إعلان لشركة مياه عام 1915، وإعلان شركة سجائر تركية عام 1919، وإعلانات شوكولاتة ويتمان عام 1935، وإعلانات للسيارات والهواتف المنزلية والمجلات والآلات الكاتبة والنظارات الشمسية. وفي 2011، ظهر سانتا في إعلان لهاتف «IPhone 4s»، وفي 2013 لشركة شيفروليه.ولا يجب أن يغيب عن حقيقة التاريخ ودوره الحقيقي إن شخصية سانتا أستُغلت ايضاً للترويج للحروب، وساعدت أكثر السنوات دموية في أمريكا في إنتاج الصورة الحديثة المعروفة عن سانتا كلوز. كما تحول الفيلد مارشال سانتا/نويل خلال الحرب العالمية الأولى، إلى شخصية وطنية مثل العم سام، وأُنتجت أعمال فنية تصوره مع الجنود المدججون بالأسلحة. توماس ناست، الذي اكتسب شهرته لاحقًا بسبب رسمه الفيل رمز الحزب الجمهوري والحمار رمز الديمقراطيين، انضم إلى صحيفة «هاربر» الأسبوعية عام 1862، التي كانت واحدة من أكثر الصحف قراءة خلال الحرب الأهلية الأمريكية. في الثالث من يناير 1863، كانت رسمة ناست لسانتا كلوز غلاف الصحيفة في احد معسكرات الاتحاد. عندما وصلت الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة بقصف بيرل هاربر قبل أسابيع من عيد ميلاد عام 1941، انتشرت صور سانتا كلوز مرة أخرى للمساعدة في الجهود الحربية. حثَّ سانتا الأمريكيين على شراء سندات الحرب، والحفاظ على الموارد، وأكد أهمية الصمت لمنع تسريب المعلومات إلى العدو. لم يكن رداء سانتا كلوز في حروب الرأسمالية الكبرى أحمر اللون، بل كان يرتدي (سترة عسكرية) زرقاء ممتلئة بالنجوم البيضاء، وسروالًا مقلمًا بالأبيض والأحمر، وتقول الصورة: «مرحبًا سانتا كلوز» في حروب العالم الجديد…!كما حاولت راسمالية القيمة الزائدة من خلال ميثولوجية سانتا كلوز الثيوقراطية بإمتياز أن تلهي الناس عن الظروف القاسية المحيطة بوجوده عن طريق أساطير غير حقيقية، كرضا العمال مثلًا، إذ نرى الأقزام الصغار سعداء طوال الوقت وهم يصنعون العاباً في مصنع سانتا لأنهم يريدون فقط أن يجلبوا الفرحة للأطفال. في حين كل سلع عيد الميلاد الحقيقية يصنعها العمال، وفي كثير من الأحيان أطفال، في مصانع مقابل أجور زهيدة، وفي ظل ظروف غير إنسانية وقاسية وغير بريئة.. يعزز سانتا أسطورة أخرى، هي أن الأطفال الطيبين يستيقظون ليجدوا هداياهم. بينما ملايين الأطفال يذهبون إلى النوم كل ليلة وهم يعانون من الجوع. بالنسبة إليهم، يعني عيد الميلاد تمهيدًا للعمل المكثف بشكل عقابي. يمكن تفسير قوة هذه الأسطورة بأنها تخدرنا، نغمض أعيننا عن المعاناة، فننام، وفي الصباح نحصل على ما نتمناه. النسيان ثمن الامتياز. يمكن اعتبار القصص الكثيرة عن سانتا آلية دفاع مشترك، إذ تظهر على شكل سلسلة من القصص والأساطير التي تحافظ على نظرتنا للعالم، وتجعل الواقع مقبولًا. إذا فكرنا في سانتا كلوز بهذه الطريقة، نجد أنه بالنسبة إلى غالبية الناس لا يعني عيد الميلاد أكثر من مجرد عقوبة للعمال في الخدمة والبيع والإنتاج. لكن التفكير في الظروف المستغلة للمصانع من شأنه أن يثبط بهجة العطلة، وبدلًا من ذلك نُذكِّر أنفسنا بسانتا كلوز والهدايا والأقزام.. والكوابيس “السعيدة” عندما نستيقظ..”كل ورد الأرض لا يكفي لعرشك، خفت الأرض أستدارت ثم طارت كالحمامة في سمائك ياذبيحتنا الأنيقة.. فاحترق لتضيئنا، ولتنبثق نجما قصيا.. أعلى وأعلى لست منا إن نزلت وقلت: “لي جسد يعذبني على خشب الصليب”. فأن نطقت.. أفقت، وانكشفت حقيقتنا فكن حلما لنحلم. لا تكن بشراً ولا شجراً وكن لغزاً عصيا. كن

همزة الوصل الخفيفة بين آلهة السماء وبيننا.. قد تمطر السحب العقيمة من نوافذ حرفك العالي.. وكن نور البشارة واكتب الرؤيا على باب المغارة وأهدنا دربا سويا.. وليحتفل بك كل من لم يمتلك ذكرى ولا قمراً بهيا.. لا تنكسر! لا.. تنتصر، وكن بين بين معلقا. فأذا انكسرت انكسرنا وإذا انتصرت كسرتنا، وهدمت هيكلنا. إذاً، كن ميتا حيا.. وحياً ميتا ليواصل الكهان مهنتهم وكن طيفاً خفيا. ولتبق وحدك عاليا لا يلمس الزمن الثقيل مجالك الجوي. فاصعد ما أستطعت فأنت أجملنا شهيدا. كن بعيدا ما استطعت لكي نرى في الوحي ظلك، أرجواني الخريطة.. فالسلام عليك يوم ولدت في بلد السلام.. ويوم مت، ويوم تبعث من ظلام الموت حيا”!

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top