رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي حفل إطلاق وحدات تدريبية لتطوير الكفايات القيادية لمديري المدارس، الذي نظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى المطبعة في سن الفيل.
حضر الحفل سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول ومديرة المجلس الثقافي البريطاني ميساء ضاوي، سيسيل سان مارتان ممثلة السفارة الفرنسية في لبنان، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق واركان المركز ورؤساء الوحدات الإدارية والتربوية فيه، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر ورؤساء الوحدات الإدارية والتربوية في الوزارة، منسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الأب يوسف نصر واركان الإتحاد، ممثلون عن المنظمات الدولية والجهات المانحة والوكالات الحكومية الداعمة والشريكة وجمع من المتخصصين وممثلي الجامعات والمستشارين.
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والبريطاني، وتقديم من مدير الإدارة التربوية في المركز أكرم سابق، قالت مديرة المجلس الثقافي البريطاني: “من خلال برنامجنا العالمي لربط المدارس، نحن نسعى، في المجال التربوي، إلى تطوير النظم التعليمية الدامجة من خلال دعم وزارة التربية والتعليم العالي لإنشاء مدارس أكثر دمجا. خلال العام الماضي، تعاونا مع المركز التربوي للبحوث والإنماء (CERD)، استنادا إلى الخبرة البريطانية، من أجل تصميم نهج لتطوير الكفايات القيادية في المدارس.”
اضافت: “نجتمع للاحتفال بإطلاق المواد التدريبية لبرنامج تطوير الكفايات القيادية بعنوان “قيادة المسيرة التعليميّة”، ولإحياء الإنجاز الكبير الذي حقّقه المجلس الثقافي البريطاني في الذكرى الثمانين له في لبنان. منذ العام 1944، أدّى المجلس الثقافي البريطاني دورًا رئيسيًا في تأمين فرصً دولية لمنظمات في القطاع التربوي والثقافي وقطاع اللغة الإنجليزية، كما في بناء شراكات جديدة مع مؤسسات ومنظمات بريطانية”.
وتابعت: “المواد التدريبيّة لبرنامج “قيادة المسيرة التعليميّة” بما يتماشى والإطار الوطني لكفايات مدراء المدارس الخاص بالمركز التربوي للبحوث والإنماء (CERD)، وهو عبارة عن 6 وحدات تدريبية تمّ تطويرها من خلال أبحاث قائمة على الأدلة تزوّد مدراء المدارس بالمهارات القيادية، وذلك من أجل تعزيز التعليم والتعلّم الفعال في المدارس في كلّ أنحاء لبنان”.
وختمت: “إنّ هذه المناسبة البالغة الأهمية لا تدلّ فقط على التزامنا الدائم بالقطاع التربوي بل تسلّط الضوء أيضًا على الجهود التعاونيّة التي يبذلها كلّ من المجلس الثقافي البريطاني ووزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء (CERD) من أجل صناعة مستقبل القيادة التربوية في لبنان”.
ثم قالت رئيسة المركز التربوي: “انطَلَق عملنا على الأطر المرجعية وبالتالي الوحدات التدريبية من المواد المنصوص عنها في قانون إنشاء المركز التربوي للبحوث والانماء، لا سيّما المادة الرابعه منه وبنودها، حيث نصّ بندان منها على الآتي “اقتراح الشروط الواجب توافرها في المرشّحين للعمل في كل مراحل التعليم وحقوله، باستثناء التعليم الجامعي” و”تدريب العاملين في جميع مراحل التعليم وحقوله، باستثناء التعليم الجامعي”.
اضافت: “بناء عليه أطلقنا الإطار المرجعي لكفايات المدير مع عدد من الأطر المرجعية الأخرى برعاية معالي الوزير في 23 آب 2022، وبادر قسم الإدارة التربوية إلى البحث عن سبل لتطبيقها فعليا على الأرض على الرغم من كل الظروف التي نعيشها، وانشغالنا الدائم بمشروع تطوير المناهج ومراحله، حيث كان موضوع تدريب مديري المدارس أولوية، خصوصا وأن عددا كبيرا منهم لم يخضع إلى إعداد أو تطوير مهني مستمر منذ سنوات”.
وتابعت: “كان التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني بشخص مديرته في لبنان السيدة ميساء ضاوي وفريق عملها، إذ قام المجلس الثقافي البريطاني بترجمة الإطار المرجعي لكفايات مديري المدارس إلى اللغة الانكليزية للاستناد إليه في تحضير الوحدات التدريبيّة، وقام المجلس بإرساله إلى الخبراء في بريطانيا للعمل على وضع تصور حول الكفايات التي يجب أن تشملها الوحدات التدريبية، وتم اختيار أربع كفايات، تغطي ما يأتي: قيادة التغيير، قيادة عملية التعليم والتعلم، تأمين المناخ المدرسي الإيجابي، وإشراك الأهل في الحياة المدرسيّة”.
وقالت: “بعد اجتماعات تنسيقية مع المديرية العامة للتربية، لبينا مع المدير العام للتربية ورئيس قسم الإدارة التربوية، الدعوة لزيارة دراسية تهدف إلى الاطلاع على النظام التعليمي في لندن، وعلى برامج تدريب مديري المدارس والإداريين فيها كما برامج المدارس الدامجة”.
اضافت: “اليوم نحتفل بإطلاق هذه الوحدات التدريبية، وعددها ثمانية، والتي تعزز الكفايات القيادية لدى مديري المدارس، وتمكنهم من العمل في ظل التحديات والأزمات، كما تفعّل دور المدير في تعزيز الثقافة المدرسيّة الجيّدة وتأمين المناخ الإيجابي في المدرسة فضلًا عن إشراك الأهل في حياة أولادهم المدرسيّة. ونتمنى أن تسلك طريقها في تفعيل التدريب المستمر لمديري المدارس الذين تقوم على أكتافهم قيادة المدرسة وتطويرها وتحسين مخرجاتها. وهنا لا بدّ من الإشارة أنّ الإطار المرجعي لكفايات المدير فيه من الكفايات ما يمكّننا من إعداد عدد كبير من الوحدات التدريبية تباعًا.”
وتابعت: “أما على صعيد المناهج، فلقد قطعنا شوطًا كبيرًا في إنجاز المراحل، فمنذ إطلاق الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير التربية في 15 كانون الأول 2022، عملنا مع عدد كبير من الخبراء على الأوراق الأساسية المساندة للإطار، كما قمنا بالتطبيق التجريبي للوحدات التعليميّة في 8 مدارس من مختلف المناطق اللبنانية ومن القطاعين الرسمي والخاص، والذي كان بمثابة قراءة بيداغوجية لتجريب المنهاج، لدراسة ما يمكن تحقيقه وما يمكن تعديله أو اقتراح بدائل له”.
وقالت: “لقد ترافق ذلك مع اعتماد أدوات تقويم متنوعة تمّ على أساسها بناء تقرير سيساعد في عمليّة وضع المناهج، وهنا لا يسعني إلّا أن أوجه تحية لمديري المدارس الثمانية ومعلميها على التفاعل الإيجابي مع هذه التجربة واندفاعهم وحرصهم على تحقيق أهداف هذه التجربة، وأوجّه التحيّة أيضًا، لكل الخبراء الذين عملوا على وضع الوحدات التعليمية ومواد التدريب، وتدريب المعلمين في المدارس التي تم اختيارها، كما وضع أدوات التقويم وتطبيقها وتحليلها لصياغة التقرير الخاص بذلك، فضلًا عن المتابعة الحثيثة لإنجاح هذه التجربة”.
اضافت: “في 5 كانون الثاني 2024، وبتوجيه من معالي الوزير أطلقنا عملية استقطاب الخبراء في كتابة المناهج للعمل على المرحلة الرابعة، مرحلة المدى والتتابع، وأتمنى من جميع التربويين في لبنان والحريصين على التربية والخبراء في الجامعات والمدارس الدخول إلى الرابط وتعبئة طلب الترشح للعمل على المناهج المكتوبة، وأبوابنا مفتوحة للجميع”.
وقال السفير البريطاني: “لقد كانت المملكة المتحدة من المؤيدين منذ فترة طويلة لنظام التعليم العام في لبنان. نحن نقدر هذه الشراكة بشكل كبير. التعليم حق ليس امتيازًا ونتطلع إلى مواصلة عملنا لضمان قدرة كل طفل في لبنان على تحقيق إمكاناته الكاملة”.
أما وزير التربية، فقال: “المدرسة الناجحة يديرها مدير قيادي، هذه الحقيقة تثبتها كل يوم التجارب التي نعيشها في التربية وفي المجتمع. وكم من المدارس أطلق عليها المجتمع إسم مديرها القيادي وباتت تتسمى باسمه”.
اضاف: “من هذه الحقيقة الثابتة أود ان انطلق اليوم لأعبر لكم عن أهمية تعزيز القدرات القيادية لدى مديري المدارس وتطوير هذه الكفايات عبر الوحدات التدريبية التي نلتقي لإطلاقها اليوم، بالتعاون مع المركز التربوي والمجلس الثقافي البريطاني”.
وتابع: “يسرني أن تشكل هذه المضامين التدريبية وغيرها، مواد متآلفة ومتناسقة مع التوجهات الجديدة للمناهج التربوية المجددة، وان تصبح مواد تدريبية يتولى المدربون تعميمها على المديرين في المناطق اللبنانية كافة، من اجل توحيد المعايير القيادية المطلوب توافرها لدى مدير المدرسة، وان يتمكن المركز التربوي والمديرية العامة للتربية من قياس مدى إفادة المديرين منها في قيادتهم لمدارسهم، والعمل مع الهيئتين الإدارية والتعليمية على تطوير أداء المدرسة ورفع مستوى مخرجات التعليم”.
وقال: “اود ان اعبر عن تقديري للعمل المشترك بين المعنيين الذين استفادوا من إنجاز الخبراء التربويين والإداريين البريطانيين الذين وضعوا هذه الوحدات التدريبية، والتي تم بناؤها بالاستناد إلى “الإطار المرجعي لكفايات مديري المدارس” الذي وضعه قسم الإدارة التربوية في المركز وبالاتساق مع رؤية الإطار الوطني للمنهاج والتوجّهات العالمية المعاصرة في الإدارة والقيادة المدرسيّة، سيما وأن أهمية هذه الوحدات تشمل البعدين الإداري والتربوي، وتعزز من دور المدير التشاركي والتفاعلي، بغية تحقيق الجودة في الأداء الإداري التربوي”.
اضاف: “إنها مناسبة جميلة نغتنمها لتوجيه الشكر والتقدير إلى الجانب البريطاني الكريم عبر سعادة السفير السيد هاميش كاول ومديرة المجلس الثقافي البريطاني السيدة ميساء ضاوي على كل التعاون مع وزارة التربية والمركز التربوي، وعلى الدعم الذي يتجلى في العديد من المشاريع المهمة”.
وتابع: “إننا في خضم ما نعيشه من أزمات متنوعة على الصعيد الاقتصادي والمادي، أخيراً على الصعيد الأمني العسكري في مناطقنا الحدودية الجنوبية، نؤكد ان التعليم في لبنان لا يزال في رأس الأولويات، وان العمل ما زال جاريًا في ورشة تطوير المناهج، وقد أعلن المركز عن الحاجة لخبراء في كتابة المناهج للمواد التعليمية في الخامس من هذا الشهر”.
واردف: “هنا سنغتنم الفرصة لنوجّه بإسمكم جميعًا، تحيّة لكل العاملين في القطاع التربوي بشقيه الرسمي والخاص، ولكلّ الجهود التي تبذل من المعلمين والإداريين ومديري المدارس والإدارة التربوية في الحفاظ على التربية في لبنان وإبقاء المدارس مفتوحة وعاملة على الرغم من كلّ التحديات التي نمرّ بها جميعًا”.
وختم: “كما نوجّه الشكر الخاص للمجلس الثقافي البريطاني بشخص مديرته في لبنان السيدة ميساء ضاوي على هذا التعاون، ونشكر المركز التربوي بكل مكوناته بشخص رئيسته البروفسورة هيام إسحق لسعيهم الدائم لإنجاز ورشة تطوير المناهج. ونبارك لقسم الإدارة التربوية في المركز بشخص رئيسه الأستاذ أكرم سابق ولمكتب الإعداد والتدريب في المركز بشخص رئيسته الأستاذة رانيا غصوب إطلاق هذه الوحدات التدريبية التي نتمنى أن يتمّ التدريب عليها في كل لبنان بأسرع وقت ممكن، مع الشكر الجزيل لكل المساهمين والداعمين لإكمال هذا العمل”.
ثم شرح اكرم سابق نماذج عن مكونات التدريب وسياق العمل مع الخبراء البريطانيين، وتم تسليم الملف الكامل لمكونات التدريب ووحداته إلى الوزير ورئيسة المركز التربوي ومكتب الإعداد والتدريب لبرمجة تطبيقه.