بقلم وفاء مكارم
صحيح ان الرئيس سعد الحريري لم يقرر حتى اللحظة العودة الفعلية الى العمل السياسي إلا انه وضع اول مدماك للعودة فهو قالها على لسان محبيه أنه الزعيم السني الأول وأنه مازال الرقم الصعب على الساحة السياسية مدعوماً بقاعدة شعبية واسعة قادرة رغم كل الظروف التي مرّ بها ان تبقى على الوعد والى جانبه.
فالحريري الذي أطلّ في ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري واثق الخطى ومرفوع الجبين ليقول لكل من اغتال والده وحاول اغتياله هو الآخر سياسياً، أنه مازال موجوداً وفاعلاً وقادراً على حشد الأوفياء المحبين للحريرية السياسية وأن مكانه مازال ينتظره وأحد لم يستطع ملء هذا الفراغ ولم يستطع كل من “نفش ريشه” في غيابه ان “يُعبي” مكانه، لأن ببساطة “الحريرية السياسية” هي محبة الناس دون قيد او شرط.
في هذا السياق، قال مصدر مطلع لـ “ديمقراطيا نيوز” أنه بدا للجميع وبكل وضوح أن الحريري هو الزعيم السني الأول والأقوى وهو المتقدم على طائفته باعتراف محبيه وخصومه، وأن رسالة الحريري كانت موجهة إلى الخارج قبل الداخل.
وأشار المصدر إلى أن الأسباب التي دفعت الحريري للاستقالة منذ سنتين لم تتغير، كما ان كل السيناريوهات التي تتحدث عن تسوية رئاسية حكومية تعيده إلى العمل السياسي هي مجرد كلام غير ملموس حتى الآن وهو أصلا أشار الى ذلك في حديثه حين قال ان الوقت لم يحن بعد للعودة…
ولفت المصدر إلى أن الاهتمام الروسي ليس جديداً وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق واستقبل الحريري، وان الأمر ليس عادياً أن يستقبل بوتين مسؤولاً لبنانياً لا صفة رسمية له…
ومن جهته، أكد النائب وضاح صادق في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” ان الرئيس الحريري رجل وطني وغير طائفي ونظيف وليس بحاجة أن يبرهن شعبيته لأحد بل كلنا نعلم أن لديه شعبية ولديه ناس يحبونه، معتبراً ان الساحة السياسية كبيرة وان أنصار الحريري خلفه وله الحرية الكاملة والقرار بيده ان كان يريد العودة إلى العمل السياسي ام لا.
وقال صادق “على الصعيد الشخصي سأكون سعيداً بعودته لأنه صديق وأعزّه، ولو كنّا متباعدان، أما بحال قرر ان يعود ليدخل معنا في معركة الإصلاح ومحاربة الفساد والسيادة نرحب به وسنكون إلى جانبه، ولكن ان كان سيعود للاندماج بالسلطة الحالية سيكون خصمًا لنا بالسياسة”.
واعتبر صادق انه من الممكن أن يكون الحريري في انتظار تسوية رئاسية حكومية تبدأ مفاعيلها بعد حرب غزة وانه في لبنان كل شيء ممكن ضمن التسويات السياسية، آملاً أن يحمل الحريري بجعبته عندما يقرر العودة الاصلاحات اللازمة لنهوض البلد..
وشدّد صادق على ضرورة أن نخرج من مصلحة الطوائف إلى مصلحة البلد، لافتاً الى ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري طرح فكرة أن الطائفة السنية تكون قوية وبأحسن حال عندما يقف البلد على قدميه ويتم تعزيز الانماء الاقتصادي فيه، وهي الطائفة الوحيدة في لبنان التي تعود بمشروع وطني، داعياً لدعم القيادات الشابة لأخذ الدور الفاعل داخل الطائفة السنية لتستطيع ان تتطور.
وردا على سؤال أن كنا سنراه يوماً ما إلى جانب الحريري، قال الصادق: سأكون إلى جانبه ان كان هدفه الأساسي هو الإصلاح ومحاربة الفساد وفرض السيادة وان يواجه إلى جانبنا فالبلد لم يعد يستطع تحمّل كل ما عاشه في الفترة الأخيرة”.