سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس “كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ بانتخابه تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلًا ثمّ من الدول المتعاونة. أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أو يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟ لا يوجد أي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد”.
اكتفى الراعي اذا بالحديث بالعموميات رئاسيًا، وبتكرار مواقفه “المبدئية” الداعية الى التئام مجلس النواب فورا لانتخاب رئيس، بحسب ما يقتضيه الدستور.
ووفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن اللافت ان تموضعه هذا، جاء غداة دعوة وجهها اليه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ليجمع الزعماء المسيحيين في بكركي، قائلا: لا يوجد اي سبب ما نلتقي. واقول لهذه القيادات الوقت ليس للمزايدات، ولا للعدائية التي يظهرها البعض، ما في انتخابات بكرا، واصلاً ما حدا بيقدر يلغي حدا– هيدا وهم! ويلّي مفكّر حاله من السبعينات للثمانينات وصولاً للتسعينات، ربح بحذف غيره داخل طايفته، يتذكّر ويتعلّم انو كانت النتيجة خسارة للمسيحيين واضعافهم من دون ربح له.
قبل كلام باسيل بأيام قليلة، كان وفد قواتي يزور الراعي ويسلّمه ورقة انقاذ، تبدأ بانتخاب رئيس للجمورية وفق الآليات الدستورية حصرا، كما لا تعتبر الازمة الرئاسية مسيحية – مسيحية… اما اليوم، فأصدرت القوات بيانا مفصّلا فندت فيه الاسباب التي من اجلها هي غير متحمسّة لحوار، أبرزها ان التقاطع الرئاسي قائم وتطويره “بحاجة إلى تفاهمات وطنية تبدأ من الرؤية السيادية”.
امام هذا التباين في المقاربتين، يفضل الراعي التريث في الدعوة الى اي خلوة او جمعة او حوار… مسيحي الطابع. ويؤثر تدارس الافكار والمواقف كلها بتأن، لانه لا يريد ترتيب لقاء من اجل اللقاء.
والجدير ذكره هنا ايضا، هو ان تيار المردة، لم ينظر بارتياح الى دعوة باسيل، وقد رأت اوساط بنشعي فيه نوعا من “التحايل” البرتقالي من اجل التخلّص من ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية.
واذ تكشف عن اجتماع لممثلي الكتل المسيحية الكبرى عقد الاسبوع الماضي في الصرح، تقول المصادر ان المشهد معقّد على الضفة المسيحية، وهذه هي الحال ايضا، على الصعيد السياسي الرئاسي الشامل. عليه، فإن الراعي، في الوقت الراهن، سيبقى على الارجح، يكتفي بالحث على تطبيق الدستور والتقيد بنصوصه، تختم المصادر.
المصدر:لارا يزبك – المركزية