بقلم صبحية الدريعي
بعد إنهيار سقف مدرسة “الأميركان” في جبل محسن في طرابلس والذي أدى إلى مقتل تلميذة وسقوط جرحى عاد خطر انهيار المدارس الى الواجهة من جديد لا سيّما بعد البلبلة التي حصلت بعد اغلاق ثانوية المربي فضل المقدم ليفتح من جديد باب السؤال حول سلامة المباني المدرسية في ظل الانهيار المالي والاقتصادي، ودور وزارة التربية في تأمين بيئة مدرسية آمنة للطلاب.
في الأول من شباط الماضي ظهرت اشارات عدم السلامة على جدران الطابق الثالث من مبنى ثانوية المربي فضل المقدم في الزاهرية والتي تضم اكثر من ٣٠٠ طالبة، فتم ارسال مهندسة مكلّفة من رئيس المنطقة التربوية في الشمال ومهندس من الوحدة الهندسية في وزارة التربية للكشف على المبنى فقررت وزارة التربية إقفال المدرسة بشكل كامل.
بعد مرور اسبوعين من الإقفال كشف مهندسين آخرين على المبنى فارتأت الوزارة إعادة فتح المبنى بعدما تبيّن أن المبنى غير مهدّد بالسقوط، شرط نقل الطلاب من الطابق الثالث و إقفاله ريثما تبدأ اعمال الترميم .
سهير عطية رئيسة لجنة الأهل في الثانوية في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” أشارت الى ان ” مديرة المدرسة حريصة جداً على سلامة الطلاب ونحن الأهالي نخاف على أولادنا ونخشى تكرار ما حدث في مدرسة جبل محسن. تابعنا الموضوع حرصاً منّا على سلامة اولادنا وتأكدنا من اقفال الطابق الثالث بشكل كلي.”
وأضافت ” يضم الطابق الثالث من الثانوية اكثر من ٨٠ طالبة قسّموا بين الطابق الأرضي والطابق الأول و الثاني وتم استعمال أيضاً غرف النظّار و الإدارة.”
مديرة المدرسة في اتصال هاتفي د أكدت “بأن سلامة الطلاب أولوية ونحن حريصون على ابقائهم بعيدين عن كل ما يسبب لهم الأذى وقد تواصلنا مع المتعهد الذي أكد لنا بأنه إعتباراً من يوم غدٍ الثلاثاء ٢٦ نيسان ستبدأ اعمال الترميم في الثانوية.”
وأشارت الى ان “معظم غرف الطابق الثالث أصابها النش فعمدنا الى ازالة الضرر الظاهر، كما ان الضرر الملحق بالغرف خارجي وليس هناك من خلل في أساسات المبنى”..
وبحسب مسح شامل للمباني المدرسية ضمن مشروع «دعم تأهيل وتطوير المدارس وتحسين شؤون المعلّمين» عام ٢٠١٤ تبيّن أن ٣٠% من مدارس محافظة الشمال وضعها سيّئ جداً كما ان ٤٠ من أصل ٩٦ مدرسة فيها تصدّعات وتشقّقات وهي الأكثر حاجة إلى التدخّل من أجل تحقيق المعايير الدنيا للسلامة والصحّة».
وتشير خطط البنك الدولي بأنه كان من المفترض إنفاق نحو ١٥٥ مليون دولار لبناء وترميم المباني المدرسية في ٦٦٥مدرسة، وتعزيز القدرة الاستيعابية للمدارس بنحو ٤٥ ألف مقعد إضافي ومع نهاية المشروع عام ٢٠٢١، كان يفترض أن تكون عمليات الترميم قد أُنجزت في كل المدارس وهو ما لم يحدث أبدًا!..