بقلم د. زياد علوش
بات واضحا بعد خطاب نتنياهو الاخير في نيويورك ان هدف اسرائيل من حربها الحالية هو راس النووي الايراني كدلالة رمزية للنصر الاستراتيجي الذي يسعى اليه ويتيح له التحكم بملامح المنطقة بوجهها الإبراهيمي الجديد على حساب الثلاثي المنقسم العربي التركي الإيراني.
يبدو أن اغتيال قائد غرة التاج المقاوم في الضاحية الجنوبية السيد حسن نصر الله بدء من مسار عدم الرد الحاسم على اغتيال سليماني مرورا بالثنائي الحمساوي هنية والعاروري كآخر انزارات تل ابيب لطهران قبل قصفها قدرات إيران النووية ما لم تكن الأخيرة عقدة صفقتها بالفعل والتي تجنبها كأس عدوها اللدود السابق صدام حسين
اطروحة الاستفزازات الاسرائيليه اياها هي لجر إيران لرد يستوجب قيام تل ابيب بتدمير تلك القدرات
حتى الآن لا زالت طهران تمارس (فضيلة) الصبر الاستراتيجي وترفض التحدي وتبلع الإهانات لكن ماذا لو ضاق صدر نتنياهو وقرر دون سبب وسابق إنذار تنفيذ خطته كما فعلت اسرائيل بمفاعل بغداد سابقا ما الذي تستطيع فعله إيران وقد اطاحت اسرائيل ليس فقط بقدراتها النووية بل جردتها حتى من ورقة التوت نفسها.
تبدو إيران محرجة للغاية ما لم ترد وبشكل يبدد الشكوك التي بدأت تتسرب في وعي حلفائها من الشيعة العرب على اغتيال بحجم السيد نصر الله بين القدرة على الرد والتمنع عنه مفتوحا على احتمالات اكثر سوريالية تتعلق بالتوجه الجديد للسياسية الخارجية الإيرانية وفق مسار استقرار إيراني إقليمي برعاية غربية يفضي بتحول إيران من الشرعية الثورية إلى الدستورية منها تتوج بعقد الولاية للسيد مجتبى خامنئي نجل المرشد الحالي خلفا لوالده وهذا ما يفسر اطروحة أبعاد السياسيين المنافسين على رأسهم الرئيس السابق ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبد اللهيان اللذان قضيا في حادثة سقوط طائرتهما الغامضة وكذا أبعاد صقور الحرس الثوري بدء من سليماني مرورا بخلية القنصلية الإيرانية في دمشق فضلا عن سلسلة طويلة من الآمنين والعسكريين في الحرس الثوري تم تقديمهم على المذبحين السوري واللبناني
السادية الاسرائيلية في هذة الحرب ايديولوجية وسياسية بحيث تكون للتأديب والمتعة وتنفيذ اجندات مسبقة فهل لدى الخامنئي أرانب يخرجها بشكل مفاجئ ام ان إيران ومعها المحور المقاوم باتا بحاجة لقائد في غياب نصر الله أقل صبرا وأكثر اقداما
كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني