كتبت مريم حرب في موقع mtv:
لا يبدو وقف إطلاق النار أمراً قريب التحقق في المدى المنظور، خصوصًا بعد ما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأنّ الأمور متروكة للميدان. وإلى ذلك الحين، الضربات الإسرائيليّة على لبنان تشتدّ. عدد النازحين في ارتفاع مستمرّ، الصقيع على الأبواب، وهذا تحدٍّ جديد أمام الحكومة اللبنانية، ومعاناة ستُضاف إلى معاناة النازحين ما لم تتأمّن التدفئة.
تعمل الحكومة منذ اليوم الأوّل للعدوان على تأمين المساعدات للنازحين خصوصًا من انتقلوا إلى مراكز إيواء. ومع اقتراب الشتاء، سارعت وحدة ادارة الكوارث التي يتولّى مهمّة التنسيق فيها وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين للبحث في كيفية تدفئة مراكز الإيواء وتأمين المازوت والبطانيات واللباس.
شرح ياسين لموقع mtv أنّ دراسة أُعدّت مع وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والطاقة لتأمين مازوت لمراكز الإيواء على ارتفاع 300 متر وما فوق، والبالغ عددها حتى يوم أمس 450 مركزًا. علمًا أنّ كلفة تأمين كمية المازوت لمدة 4 أشهر تفوق الـ8.4 مليون دولار. ولفت ياسين إلى أنّ الدراسة ستُعرض على طاول مجلس الوزراء لفتح اعتماد بالمبلغ المطلوب.
كما تعمل لجنة الطوارئ مع المنظمات الدولية على تأمين وسائل التدفئة الناقصة والاستمرار في تأهيل مراكز إيواء. وأكّد ياسين أنّ السعي مستمرّ لتغطية الحاجات الشخصية من ملابس شتوية وبطانيات عبر أكثر من مصدر، منها الهيئة العليا للإغاثة وبعض المنظمات الدولية. وعن الكلفة الماليّة لتغطية هذه الحاجات، أوضح رئيس لجنة الطوارئ أنّ الكلفة، وفق المنظمات الدولية، تبلغ 51 مليون دولار لمدّة 4 أشهر. وقال: “نظرًا لارتفاع الكلفة، عمدنا إلى إدراج هذا الحاجات ضمن مؤتمر باريس”.
لم يُدرج النازحون إلى المنازل، أي 900 ألف شخص أو ما يعادل 100 ألف عائلة وفق الإحصاءات الأوليّة، ضمن اللائحة لتغطيتهم بمستلزمات التدفئة. وشدّد ياسين على أنّ “الكلفة مرتفعة جدَّا لو أضفنا الـ100 ألف عائلة في البيوت إلى الـ250 ألف شخص أي 50 ألف عائلة في مراكز الإيواء ولذلك كان لا بدّ من تحديد الأولويات”. وتابع: “بدأنا بتوزيع المساعدات العينيّة التي وصلت في الدفعة الثانية من المساعدات على النازحين في البيوت، لكن موضوع التدفئة لم يشملهم بعد”.
وأكّد ياسين أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أبدى تجاوبًا في الاجتماع الذي حصل بينهما أمس في السراي، إزاء فتح إعتماد لتأمين المازوت في مراكز الإيواء ما فوق الـ300 متر. توازيًا، شدّد على أنّ الاجتماعات متواصلة والاتصالات مع أكثر من جهة، خصوصًا مع الجهات الدوليّة لتغطية كلّ النواقص قبل بدء الصقيع.