بقلم أبو راغب
شركة نافيدا بكاليفورنيا حققت بالاشهر الماضية ارباح خيالية وهي شركة تقوم بتطوير تطبيقات عملية مستفيدة من الذكاء الاصطناعي. هذه التطبيقات تتفاوت من ألعاب الكترونية الى برامج معلوماتية متخصصة.هذه البرامج تباع للدول و للجيوش وتستعمل لاعمال التجسس والتدخل الامني.
نافيدا و اخواتها صنعوا تفوق اسرائيل بالتكنولوجيا ، و طبعًا وفرة المهندسين فيها الذين استعملوا مراكز ابحاث امريكية لاغراض عسكرية ،كما استفادت من الاموال والهبات ، و يضاف الى ذلك جسر جوي من الذخيرة التي لم تجرب على ارض المعركة سابقا.
الذكاء الاصطناعي يجمع ملايين المعلومات و يحلّلها بثواني، والمستعمل له يأخذ قراره في التدخل بدقة فائقة بناءًا على ذلك. كل هذا كان سبب الانجازات الأمنية و الخروقات التي حسمت التفوق على الارض.أما المقاومة في غزة و لبنان فقد استعملت صواريخ قديمة نسبيًا واحتمت في شبكة أنفاق تحت الارض مجهزة لصمود المقاتل وصعوبة استهدافه. و دخلت المُسيّرات للطرفين كسلاح فعّال سريع الحركة قليل الكلفة. هذه المسّيرات هي العنوان الأبرز لهذه الحرب.
كشفت لنا أحداث الاشهر الماضية ان حساباتنا لقوتنا و جهوزيتنا و بالمقابل قوة و جهوزية العدو غير صحيحة ، و أننا بالغنا في الثقة بقدراتنا بينما لم ندرك ما أعد له العدو . ونذكر اهم محرك لوقود المعركة ولاسناد المجتمع و هو المال. لقد موّلت اميركا اسرائيل بالمليارات ، أما المال العربي فقد حُجِب كما كان متوقعًا و مفهوم الأسباب!..
الحرب ستنتهي مهما طالت ، لكننا نحتاج لاعادة البناء وهذا يتطلب تمويلًا صعب المنال ، و لكن السؤال الأهم ، هل سنجد بيننا غدًا عقولًا تطوّر بدل ان نستهلك ما ينتجون او ما ينتهي صلاحيته فيصدّرونه لنا؟..هل انشغالنا سيستمر في استجرار قصص التاريخ، ام سنحاول ان نعيد بناء العقل العربي الذي يستشرف المستقبل؟..
غزوة الخندق انتصرنا فيها على الاحزاب ، لكن انفاقنا اليوم عاجز عن تحقيق النصر على الذكاء الاصطناعي.
و لكم و لنا طول البقاء