كتب كبريال مراد في موقع mtv:
إذا لم ينجح آموس هوكستين في عهد جو بايدن، هل ينجح في مهامه بعد عودة دونالد ترامب؟ الإجابة المنطقية تقول لا، والواقعية السياسية تقود الى انتظار تكوين الرئيس الجديد لفريق عمله، قبل التعويل على مشهدٍ عسكريّ وسياسيّ مختلف في الشرق الأوسط، لاسيما على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية.
فكما لم يكن من المنطق الظنّ بإمكانية “بيع” بنيامين نتيناهو لاتفاق وقف نار لإدارة بايدن، قبل أيام من موعد الانتخابات، لن يتسرّع رئيس الحكومة الاسرائيلية في كبح جنوحه المستمر للدمار والصواريخ بعد أيام من نتائج الانتخابات.
صحيح أن الرئيس الأميركي المنتخب وعد قبل انتخابه بوقف الحرب في الشرق الأوسط، إلاّ أنّ تحقيق هذا الوعد لن يحصل بين ليلة وضحاها، ولن يتمّ قبل دخوله الى البيت الأبيض بعد ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٥، وتحديد أولويات الأشهر الأولى من العهد الجديد.
في هذا السياق، صحيح أن القرار 1701 يشكّل ركيزة وقف النار إلاّ أن الخوف من الإطاحة به، يبقى مشروعاً مع تزايد المطالب بفرض ترتيبات عسكرية وأمنية جديدة وصعبة. ولم تتضح بعد مقاربة إدارة ترامب لمتى ستتوقف الحرب وبأيّ تداعيات ونتائج.
وبالتالي، يتوقّع كثيرون أن تكون الأسابيع المقبلة الفاصلة عن اتمام التسليم والتسلّم بين إدارتي بايدن وترامب، أكثر حماوة، فيستغلها نتنياهو في سعيه “لحسم عسكري” ورسم قواعد جديدة بتوسيع العمليات العسكرية. فيرسم الميدان، براً وبحراً وجواً، معالم أي اتفاق أو تسوية يمكن التوصّل إليها في الشهرين المقبلين.
في غضون ذلك، لا يبدو الحراك اللبناني-اللبناني، على قدر المخاطر.
الجدران السياسية لا تزال مرتفعة في وجه الحلول. وتوسيع نطاق القصف الاسرائيلي سيزيد النزوح نزوحاً وأعباء… ومخاطر.
يسير لبنان سير السلحفاة، بينما يتّبع العقل الاسرائيلي مسار الأرنب. الاختلاف بالحركة والقرار، يعطي مزيداً من التقدّم لنتنياهو. و”الإدارة” اللبنانية للملفات، تتعاطى بعقلية المتلقّي لا المبادر.
في الأسابيع المقبلة، سنكون على موعد مع جلسة تشريعية تمرّر التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية. سيمرّ التمديد، لضرورته بغياب رئيس، ولأن “بوانتاج” من مع يفوق أعداد المعترضين. خطوة مطلوبة لكنها “ترقيعية” ضمن المشهد الأكبر.
أما انعقاد البرلمان لانتخاب رئيس، فلا يزال ينتظر توافقاً محلياً غير مؤمّن، واهتماماً دولياً غير متوافر. ولا بأس من استمرار المحاولة، حتى لا تحصل التحوّلات الاقليمية والدولية، بغفلة عن لبنان…كما جرت العادة.