كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv
تعيشُ القرى المُصنَّفة “آمنة” في البقاع وتحديداً في محافظة بعلبك – الهرمل تحت وزر هموم كثيرة وتحدّيات ضخمة فرضتها حربٌ عبثيّة قد لا تعرف نهاية قريبة. القاع هي واحدة من القرى المنسيّة في ظلّ الانشغال الكبير بيوميّات الحرب وما تُخلِّفه من دمار. فكيف هي الأوضاع في البلدة الحدوديّة التي تحتضن عدداً كبيراً من النّازحين اللبنانيّين؟
يؤكّد رئيس بلديّة القاع بشير مطر أنّ “الوضع مُستقرٌّ في البلدة التي استقبلت 4500 نازح في البيوت ومراكز الإيواء، وغالبيتهم نزحوا من الهرمل والبلدات المجاورة”، مشيراً، في مقابلة مع موقع mtv، الى أنّ “لا نقصَ في المواد الغذائيّة، فالمُساعدات تردُنا عبر بعض الجمعيّات، ولكنّ الأزمة الكبرى تتمثّل في كيفيّة تأمين الطبابة والاستشفاء والتدفئة في ظلّ موسم الشتاء”.
ويتحدَّث مطر عن الوضع السيّء من الناحية الصحيّة في البلدة “إذ انّه لا أطباء، ولا مستشفى، وأقرب مستشفى يُمكن اللّجوء إليه هو في الهرمل، وخوفُنا الأكبر هو من توجيه إنذار لأهالي الهرمل للاخلاء وقصفها، وعندها قد نشهدُ موجة نزوح جديدة من الهرمل باتجاه القاع ما سيُفاقم الأعباء على البلدة”، مُضيفاً: “حذّرنا من السيناريو الأسوأ، وطالبنا بوضع خطّة تحسّباً للأمر”.
بالإضافة الى همّي التدفئة والطبابة، يلفت مطر الى “مشاكل أخرى في القاع، كوجود آليّة واحدة للدفاع المدني لإطفاء الحرائق، وليس هناك من بنك للدمّ، كما أنّ الحدود مقفلة أمامنا، إلا أنّه في المقابل، هناك حركة تهريب غير شرعيّة ناشطة، ويُسجّل قدوم سوريّين الى لبنان عبر المعابر غير الشرعيّة رغم الحرب للاستفادة من مُساعدات المنظمات الدوليّة، بالإضافة الى ازدياد السّرقات”. وفي الختام يقول مطر: “القاع ليست معزولة، ولكنها منسيّة تماماً خصوصاً من الإعلام، قلبُها كبيرٌ ولكنّ أزماتها هائلة وتستحقُ أن يُنظَرَ إليها أيضاً”.