بقلم هند هاني
قامت الدكتورة المصرية “وسام السيد شعيب “و المعروفة إعلاميًا بطبيبة “كفر الدوار” بفتح بث مباشر أثناء قيادتها سيارتها الخاصة حيث تلفّظت ببعض الكلمات الخارجة و المسيئة ، و كان حديثها يتمحور حصرًا حول نقطة واحدة و هي أن جميع الفتيات سوف يأتين إلى أهاليهم يومًا ما و هنّ حوامل!!..
و ذكرت أن الحوامل التي يأتين اليها نتيجة حمل سفاح المحارم و الزنا، و أنه يجب فورًا على جميع الآباء الذهاب مع أبنائهم لعمل تحليل DNA !!..
ساعات قليلة على البث ، انتشر الفيديو المثير للجدل مثل “النار في الهشيم” بين المصريين الغاضبين والثائرين على الطبيبة ، و وصل لملايين المشاهدات عبر مختلف مواقع التواصل الإجتماعي!..
للاطلاع على تفاصيل هذه القضية التي أصبحت حديث الرأي العام في مصر ، أجرى “ديموقراطيا نيوز” حديثًا صحفيًا مع الدكتور أحمد مصطفى زغلول نقيب أطباء البحيرة و رئيس إتحاد المهن الطبية ، لمعرفة موقف النقابة من هذه القضية ، وهل سيتم معاقبة الطبيبة على ما فعلته بعد إخلاء سبيلها من المحكمة بكفالة؟
يكشف النقيب زغلول بأن المدعوة وسام شعيب ممارس عام و ليست أخصائية نساء و توليد، و تمارس المهنة تحت هذا المسمى. و لكن يجب أن تكون تحت إشراف الإستشاري أو الأخصائي الذي تتبعه.
ويضيف “منذ بداية الحدث و نحن ثابتون على رأينا سواء كنقابة الأطباء العامة بالقاهرة ، أو نقابة البحيرة الفرعية. و في حالة أن الطبيب قتل أو سرق أو قام بالاختلاس فهذه تعد جرائم جنائية لا علاقة لهم بها كنقابة ، لكن مسؤوليتهم عن فعلة الطبيب تنحصر فقط بالنسبة لقانون المسؤولية الطبية ، و يعلنون دائمًا “لا للحبس الاحتياطي”، لذلك هم يساندون “وسام شعيب” ويطالبون بعدم حبسها.
و بما أن الطبيبة من “كفر الدوار” التي تتبع لمحافظة البحيرة، قمنا بتوكيل محامي النقابة مينا شكري كمال ، و تم الإفراج عنها بكفالة 10 آلاف جنيه بعد فترة حبسها على ذمة القضية لمدة 20 يومًا بمحكمة “كفر الدوار”..
و يتابع زغلول كإستشاري نساء و توليد ممارسًا للمهنة منذ 35 عامًا أقول بالفعل يتواجد مثل هذه الحالات ، و لكن هي قامت بعملية نسب و تناسب، فلكل 100 حالة ممكن أن يروا حالة واحدة فقط ، لكن مستحيل أن يروا 99٪ منها.
وقد يكون ما فعلته نسبة إلى حداثة سنها و بإعتبارها ما زالت جديدة في هذا التخصص شديد الحساسية ، فالجيل الصغير يميل إلى الشهرة ، وأصبح الجميع يستخدم وسائل التواصل الإجتماعي من أجل “الفرقعة” و البحث عن “الترند”، مما قد يوقعه في العديد من المشاكل. لكن عمل الطبيب نفسه هو أكبر شهرة له ، ولابدّ أن يتوفر بين الطبيب و المريض ثقة شديدة و خاصة في مجال ” النساء و التوليد”.
و يشير زغلول إلى أن ما قالته شعيب بضرورة إجراء جميع الآباء مع أبنائهم تحليل “DNA ” حتى يتأكدوا بأنهم من صلبهم تعتبر “زلة لسان” ، فهي لم تقصد ذلك ، لأنه لا يوجد شخص عاقل و طبيعي يقول هذا الأمر ، لكنها تفتقر للخبرة الكافية و خانها التعبير !..
و يؤكد النقيب زغلول أن كشف العذرية له قانون ، و هو في عيادته الخاصة لا يستطيع أن يكتب تقرير ليثبت فيه أن هذه البنت ما زالت عذراء أم لا ، لأن ذلك الأمر له شروط ، فلا بدّ من أهلها أن يذهبوا أولًا إلى النيابة و يطلبوا كشف العذرية بسبب شكّهم او اتهامهم أحد الأشخاص، و النيابة من جهتها، تكلّف الطب الشرعي، ثم يتمّ تكليف استشاري من لجنة النساء و التوليد ليأخذ قرار ،
و بعد ذلك تسير الأمور وفق شكل القضية..
و يرى زغلول أن نقابة الأطباء ستعاقب بالفعل الطبيبة عما بدر منها حتى بعد إنتهاء عقوبتها القانونية وانتهاء قضيتها أمام المحكمة. فهناك لجنة آداب المهنة سوف تحاسبها، و تبدأ العقوبة تدرجًّا من أول اللوم، الإنذار، الإيقاف لفترات من شهر إلى سنة، ثم الشطب نهائيًا.
لكن في هذه حالة لن يتم شطبها، لأن الشطب يتخذ فقط في حالة قيام الطبيب بإرتكاب جريمة كبرى..