44 عاماً.. من عون إلى بشار: الاستسلام واحد

في الملف السوري، وبعد أسبوع على سقوطه وعلى انهيار نظامه وعلى لجوئه إلى روسيا، خرج الرئيس المخلوع بشار الأسد عن صمته، فروى في بيان مسهب كيفية خروجه، ويقول في الرواية: «بداية لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024». ويتابع الأسد في روايته: «ومع تعدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها. وعند الوصول إلى القاعدة في حميميم صباحاً تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 كانون الأول، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة».

«خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبلي أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة الهجوم الإرهابي».

لم يكن ينقص رواية الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد سوى استحضار لجوء العماد ميشال عون إلى السفارة الفرنسية في الحازمية في 13 تشرين الاول 1990. والرواية التي رواها السفير الفرنسي، ومما جاء فيها «صباح يوم 13 تشرين الأول كانت الجبهة اللبنانية مشتعلة من جراء القصف السوري، فاتصل عون بي وقال: «أنظر ما في وسعك أن تعمله، فهذا هجوم شامل»، ويتابع السفير: «تمكنت من التحدث هاتفياً إلى الهراوي، بعد صعوبة، وأبلغته أن عون اعترف بهزيمته ويطلب وقفاً لإطلاق النار لتجنب حمام دم». ويتابع السفير آلا روايته «وعند الساعة الثامنة والنصف من ذلك اليوم وصلت آليتان مصفحتان وعلى متنهما عون وحوالى 20 من أعوانه، وتوزعوا على مقر السفارة ومنزل السفير في ما كان يسمى فيلا الأمير، وحرصت على إنزال الجميع إلى الطبقة الموجودة تحت الأرض وبقيت مع عون وعدد من حراسه في الطبقة الأرضية».

ويكشف آلا أن العماد ميشال عون اتصل برئيس أركان الجيش جان فرح وقال له: «لا تفاجأ سأدعو لوقف إطلاق النار وسأطلب من الجيش أن يضع نفسه بتصرف لحود وأن يأخذ الأوامر منه».

من العماد ميشال عون، في السفارة الفرنسية في الحازمية عام 1990، إلى الرئيس بشار الأسد في قاعدة حميميم الروسية عام 2024، 44 عاماً، لكن الاستسلام واحد: من عون إلى بشار.
المفارقة أن العماد عون سقط على يد الرئيس حافظ الأسد. وبشار الأسد سقط بالطريقة ذاتها تقريباً التي أسقط فيها الأسد الأب العماد عون.

المصدر: نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top