التعيينات الأمنية الجديدة في لبنان: بين التحديات والاستحقاق

شهدت المؤسسة العسكرية والأمنية في لبنان تعيينات جديدة حملت معها أسماء بارزة معروفة بكفاءتها وانضباطها. وعلى رأس هذه التعيينات، برز اسم قائد الجيش الجديد، العماد رودولف هيكل، الذي عُرف بمسيرته العسكرية الصارمة والتزامه بمبادئ الانضباط. دخل هيكل إلى وزارة الدفاع بسيارة متواضعة، يقودها بنفسه. من دون أي مظاهر رسمية أو مواكبة، ليؤكد استمراريته في نهجه البعيد عن الاستعراض.

هيكل، الذي واجه الموت في أكثر من مناسبة وأثبت قدرته القيادية في مختلف المواقع التي شغلها، وصل إلى منصبه الجديد من دون أن يسعى إليه،.بل جاءت ترقيته نتيجة لمسيرة مهنية حافلة بالإنجازات. شهادات الضباط والعسكريين الذين خدموا معه تؤكد مناقبيته العسكرية، ما يجعل تعيينه في هذا المنصب خطوة مستحقة.

إلى جانب تعيين قائد الجيش، شهدت الأجهزة الأمنية الأخرى تغييرات بارزة. كان من أبرزها تعيين اللواء حسن شقير مديراً عاماً للأمن العام. شقير، الذي عانى من قيود كثيرة أثناء خدمته في مديرية أمن الدولة، يُنتظر أن يلعب دوراً محورياً في المرحلة المقبلة،.خاصة مع تزايد التحديات الأمنية الداخلية والخارجية.

أما في قوى الأمن الداخلي، فقد تولى اللواء رائد عبدالله المسؤولية، وهو رجل مشهود له بالانضباط والالتزام بالقانون. تقع على عاتقه مهمة إعادة تحسين صورة المؤسسة التي تأثرت في السنوات الماضية بسبب شبهات الفساد وسوء الإدارة.

كذلك، تسلم اللواء إدغار لاوندس إدارة جهاز أمن الدولة، وهو أمام تحدٍّ كبير يتمثل في إعادة هيكلة الجهاز واستعادة هيبته. خاصة بعدما أصبح بعض ضباطه مرتبطين بمصالح سياسية واقتصادية. الآمال معقودة على تعاون لاوندس مع نائبه العميد مرشد الحاج سليمان، لضبط الفوضى وإعادة الجهاز إلى دوره الأساسي في حفظ الأمن.

هذه التعيينات، كغيرها، ليست مثالية، وربما يجد البعض فيها بعض النقاط السلبية. لكن الأهم هو أن يعي المسؤولون الجدد أن جزءاً كبيراً من إعادة بناء الثقة في المؤسسات الأمنية مرهون بأدائهم وقراراتهم. يبقى الرهان على مدى قدرتهم على تحقيق الإصلاح المطلوب في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. مع الإدراك التام بأن المتابعة والمساءلة ستكونان دائمتين.

المصدر: Mtv، داني حداد

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: