بقلم وفاء مكارم
“قدّمنا موقفًا سياسيًا واجبًا علينا لجهة الوقوف مع اللبناني ضد الإسرائيلي”، عبارةٌ غير عادية اطلقها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل طرحت التساؤلات حول مصير اتفاق “مار مخايل” خاصةً ان العلاقة بين الحزب والتيار تصدّعت في الآونة الأخيرة، فحسابات الحزب اختلفت عن أهداف التيار.
ورغم نفي البعض بأن الطلاق قد وقع بين الطرفين، إلا ان الواضح ان لا عودة الى الوئام ويبدو ان العلاقة انحصرت ضمن قالب الواجبات لا أكثر.
فهل خزل الحزب التيار؟ وهل بات باسيل وحيدًا ومعزولاً؟
في هذا السياق، أكد عضو كتلة “لبنان القوي” النائب غسان عطالله ل” ديمقراطيا نيوز” “أن باسيل لم ينعِ تفاهم “مار مخايل” لا بل مازال قائمًا في إطاره أي مع المقاومة ضد إسرائيل، لافتًا إلى أن الاتفاق تضمن نقاطًا محدّدة لم تطبق جميعها بحكم الظروف”.
وشدّد عطالله على “ان العلاقة مع الحزب مازالت قائمة ولم تتصدّع، وأن الاختلاف في بعض الأمور الداخلية لا يُلغي التحالف ولا يقود العلاقة إلى خلاف.”
وعن الاستراتيجية الدفاعية التي طالب بها باسيل التي قد تزعج الحزب، قال عطالله “اليوم نتحدث عن تفاوض لإنسحاب إسرائيل من تلال كفرشوبا وشبعا وباقي المناطق المحتلة، ما يعني أنه يجب التفكير باستراتيجية دفاعية تحافظ على أوراق القوة لدى اللبنانيين كي لا تصبح مصدرًا خلافيًا داخليًا”، مشيرًا الى ان “هذا التفكير ليس عدائيّ بل لتحسين العلاقة بين اللبنانيين”.
وعن ثلاثية “جيش شعب ومقاومة”، اعتبر عطالله أن “التيار مع هذه الثلاثية إذا كان هناك حاجة إليها وما دامت الدولة تقرّها في مجلس الوزراء”، مؤكد”ا “انهم يخضعون لقرار الأكثرية”.
كما شدّد عطالله على ان “التيار لا يعتبر أن “حزب الله” خزلهم”، لافتًا الى أن “العلاقة مع الحزب لم تكن على الصعيد الشخصي”، قائلاً “لم نطلب من أحد اتخاذ أي موقف يجعله يخزلنا إن لم يتخذه”.
وعن منطق السلام الذي تكلم عنه باسيل واذا كان التيار يؤيد فكرة السلام مع اسرائيل، قال عطالله “نحن مع منطق السلام العادل والمحق حيث يأخذ الجميع حقهم الطبيعي، ولا أعتقد أن هناك أحد في العالم لا يريد السلام الدائم”.
وفي ملف رئاسة الجمهورية، أكد عطالله “ليس لدينا مرشح معيّن حتى اللحظة، ولن نطرح أي اسم، لكننا مقتنعون أن المرحلة بحاجة إلى رئيس توافقيّ تقتنع به القوى المسيحية وترشحه ويكون مقبولاً من الأطراف الأخرى”.
وأشار عطالله إلى أن “التيار يعمل على تسهيل الوصول إلى توافق، قائلاً “نحن أكبر كتلة نيابية ولم نطرح اسم وقدّمنا الكثير من التضحيات، فليطرحوا اسمًا يكون مقبولاً من الجميع. لأن الرئيس لا يجب أن يكون رئيس تحدي او رئيس طرف، بل عليه ان يتحلّى برؤية اقتصادية ليتمكن من إدارة المرحلة في ظل هذا الانهيار”.