فارس سعيد في حديث ل”ديمقراطيا نيوز”: “حزب الله ” قبِل التفاوض مع اسرائيل ومعادلته وصول فرنجية للرئاسة..ونعم انا خائف على تهميش دور المسيحيين في المنطقة..

بقلم هدى فليطي

أكد النائب السابق الدكتور فارس سعيد بأن “حزب الله” قبِل بمبدأ التفاوض مع إسرائيل مشيرًا إلى أن الخلاف هو حول مسألة التوقيت”.

ويشير في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” أن “لا إمكانية لتوسيع رقعة الحرب قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية”، مضيفًا أن “إيران لا تريد الحرب اليوم”..
ويرى سعيد أن “غزة تقاتل لوحدها من دون مساندة أحد”، مبديًا “موافقته على مقايضة تفيد الشأن اللبناني”..
ويكشف أن “معادلة “حزب الله” هي وصول الوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة”..

ويلفت إلى أن “رئاسة الجمهورية هي شأن لبناني وليست شأنًا مسيحيًا فقط”، معربًا عن “قلقه إزاء تهميش دور المسيحيين في إعادة ترتيب المنطقة” ..

ويعتبر أن “ضعف الطائفة السنية ليس فقط بسبب غياب الرئيس سعد الحريري، وإنما هي نتاج استهداف النفوذ الإيراني”..

ويؤكد على “أهمية التكافل والتضامن بين كافة اللبنانيين على مختلف طوائفهم من أجل محاربة النفوذ الإيراني، وإعادة تكوين الوحدة الداخلية”..

وهذا تفاصيل الحوار:

١-هناك معلومات تقول أن هوكشتاين حمل معه تهديدات إسرائيلية حول توسيع الحرب مع “حزب الله” في حال لم يتراجع الأخير إلى حدود شمال الليطاني،هل ما جاء في كلام نصرالله اليوم هو جواب واضح على ماجاء به هوكشتاين؟..

تؤكد المعلومات بأن هوكشتاين طلب التفاوض مع إسرائيل وقد قبل “حزب الله”، وهذا تقدم بالغ الأهمية من “تنظيم” بنى شرعيته على امتلاك السلاح وعلى عدم الإعتراف بدولة إسرائيل، اليوم هو يعترف بها بقبوله مبدأ التفاوض،أما الخلاف فقد حصل حول توقيت هذا التفاوض. ف”حزب الله” يقول أفاوض بعد انتهاء حرب غزة، وهوكشتاين ينصح بأن التفاوض بعد حرب غزة ربما لن يفيد لأنه إذا لم يتم التفاوض في الوقت الحالي سيتعرض لبنان للمزيد من الاعتداءات من قبل إسرائيل.

٢-ذكر نصرالله في اطلالته الأخيرة أن الحوثيون لن يتوقفوا عن دعم غزة في البحر الأحمر، هل برأيكم سيؤثر هذا الأمر على توسيع رقعة الحرب وتحويلها إلى حرب شاملة، خصوصًا بعد رد القوات الأميركية والبريطانية بضرب قواعد يمنية؟..

رغم أهمية وخطورة المناوشات التي تحصل في البحر الأحمر ورغم ما يحصل في جنوب لبنان لكن لا أظن بأن هناك إمكانية لتوسيع الجبهات وتوسيع رقعة الحرب قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية. فالإدارة الأميركية الحالية لا تريد الحرب وهي نشرت الأساطيل من أجل وضع حدّ لأي إمكانية لتوسيعها.

٣-في تعليق لكم حول كلام نصرالله أوضحت بأنه غسل يديه من فلسطين كما غسلت يديها ايران منها بعد ٧ أكتوبر، ولكن كلام الناطق بإسم كتائب القسام ابو عبيدة الأخير يناقض ما صرحتم به.. فما هو تفسيركم؟

منذ اللحظة الأولى ل 7 تشرين قال الخامنئي أن لا علاقة لإيران بما جرى في غزة وبالتالي غسل يديه من معركة فلسطين، والسيد حسن نصرالله قال أكثر من مرة بأنه تم تبليغه قبل نصف ساعة فقط بعملية 7 تشرين”طوفان الأقصى ” وهذا يوحي بأن لا علاقة للحزب بما جرى. وأكبر دليل أنهم غسلوا أيديهم من فلسطين بأن الأخيرة تحارب بدون دعم من أحد، ووعد توسيع الساحات لم يحصل، فنرى ان فلسطين تدفع ثمن ذلك دمار وخراب ويسقط الشهداء شهيد تلو الآخر .

٤-نرى مفاوضات ومساعي جدية حول قضية ترسيم الحدود وتطبيق القرار 1701.. ما هو جديد ملف الترسيم في ظل المبادرة التي يُحكى عنها بتحقيق رغبة “حزب الله” بايصال سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية شرط قبوله بالانسحاب إلى شمال الليطاني؟.

أنا لا أوافق من يخاف مقايضة بين ضمان أمن إسرائيل من قبل إيران و”حزب الله” اي تنفيذ القرار 1701 وبالمقابل الحصول على مكاسب في الجمهورية اللبنانية وعلى رأسها انتخاب رئيس ينام على يد “حزب الله”.
فإذا خرج الحزب من جنوب الليطاني ونفّذ القرار 1701 بشكل جديّ عندها يخرج من المعادلة الإقليمية ويتحوّل إلى حالة سياسية داخلية يبتلعها التنوع اللبناني.
لايمكن لأي فريق مهما علا شأنه أن يشكّل مشروع غلبة على الداخل اللبناني إذا تخلى عن وظيفته الإقليمية أي أن يكون مدعومًا من جهة إقليمية.
وظيفة “حزب الله” مثل وظيفة الحوثيين،مثل الحشد الشعبي ومثل نظام بشار الأسد، اي من الأدوات الأساسية التي تستخدمها إيران من أحل تحسين ظروف المفاوضات مع الولايات المتحدة.

٥-هل من بوادر إيجابية في موضوع رئاسة الجمهورية أم أن الاستحقاق الرئاسي لا يزال بعيد المنال؟

لا أحد يتكلم عن انتخابات رئاسة الجمهورية اليوم والمعادلة التي يطرحها “حزب الله” إذا أردتم رئيس للجمهورية قبل نهاية أحداث غزة فهو “سليمان فرنجية”.

٦-هناك تباعد آراء وعدم توافق بين الأفرقاء المسيحيين حول الشخصية التي ستتولى رئاسة الجمهورية، ما هو برأيكم سبب هذا التباعد وما مدى تأثير هذا الموضوع على الواقع المسيحي في لبنان؟

أنا لست من القائلين أن رئاسة الجمهورية هي شأن مسيحي وبالتالي التباين بين المسيحيين حول رئاسة الجمهورية لا تأثير له، رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب هم رؤساء كل لبنان، ومسؤولية إيصالهم هي مسؤولية لبنانية مشتركة، وليست مسؤولية المسيحيين في رئاسة الجمهورية، أو السُنّة في رئاسة الحكومة، أو الشيعة في رئاسة مجلس النواب.
ما جرى وما فُرِض علينا من طقوس سياسية جديدة فرضها “حزب الله” من خلال وضع يده على طائفته، فشجّع الزعامات الطائفية الأخرى أن تتصرف مثله أي تكون الممثلة الشرعية لطوائفها لدى الدولة اللبنانية، بينما أنا لا أعتقد أن رئيس جمهورية لبنان هو سفير الموارنة لدى الجمهورية اللبنانية، ولا رئيس مجلس النواب هو سفير الشيعة، ولا رئيس الحكومة هو سفير السُنّة لدى الدولة، هذا منطق خاطئ.

٧-في مقطع فيديو لكم انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تحدثتم عن الواقع المسيحي والتشرذم الحاصل، هل هذا انتقاد للثنائي المسيحي، أم محاولة للتنبيه بخطورة الواقع؟..

نعم انا خائف من هذه اللحظة، لحظة إعادة ترتيب المنطقة، وأن يكون الدور المسيحي فيها دور هامشي، بسبب خروج المسيحيين وخوفهم من إبداء رأيهم في ما يجري حولهم، وانتظارهم الحرب الكبيرة التي قد تحصل في المنطقة للتكيّف معها.
المسيحيون ليسوا جالية أجنبية موجودة بالصدفة في أرض الشرق، بل هم جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني والعربي وعليهم أن يبادروا إلى جانب العرب من أجل بلورة تيار عربي معتدل في مواجهة صعود التطرف.

٨- هل يؤثر غياب الطائفة السنية برئاسة سعد الحريري على ديناميكية الانتخابات الرئاسية؟..

هذه مغالطة، لأن ضعف الطائفة السنية اليوم هو ليس فقط نتيجة غياب الرئيس سعد الحريري عن المسرح السياسي، طبعًا غيابه أضعف الوضع السنيّ، إنما السُنة تم استهدافهم من قبل النفوذ الإيراني ليس فقط في لبنان إنما أيضًا في العراق وسوريا.

٩-ما هو سبب ازدياد الكلام عن “الفيدرالية” و”التقسيم” لا سيّما في الوسط المسيحي، علمًا أن ما يُطرح غير قابل للتطبيق اليوم في لبنان، وهل وصلنا الى نقطة اللاعودة في العيش الواحد بين اللبنانيين ؟

كل مرة يعيش لبنان أزمة يعيش المسيحيون أزمتهم داخل هذه الازمة، ويظنون بأنه إذا كان لبنان أصغر من لبنان الكبير فهذا يشكّل لهم ضمانة. الفكرة الأساسية أنه عندما تنهار ضمانة الدولة الجامعة لجميع اللبنانيين تبحث الطوائف عن ضمانات رديفة وهذا ما يقوم به المسيحيون.
أنا لست مع الفيدرالية، أنا مع لبنان العيش المشترك وأن يعيش المسيحيون والمسلمون همومهم بشكل مشترك، لأنني على قناعة بأن لا حلّ لهم فردي، إنما هناك حلّ لجميع اللبنانيين وبجميع اللبنانيين.

١٠- كيف يمكن الحدّ من النفوذ الإيراني في لبنان، وهل يمكن معالجة هذا الأمر من خلال قرار سياسي داخلي، أم أنه لا بدّ من قرار دولي وإقليمي؟..

بقلم هدى فليطي

الحدّ من النفوذ الإيراني في لبنان يكون بإعادة تكوين الوحدة الداخلية، والكلام عن لبنان أولا”، وليس إيران أولا”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top