الجيش اللبناني يصارع التحديات منفرداً

العميد ياسين: قائد الجيش مرشح وسطي ومطلب محلي ودولي!

بقلم وفاء مكارم

في ظلّ تفاقم المخاوف على الوضع الأمني في لبنان نتيجة غياب الإستقرار السياسي والخلاف المستعر بين مختلف القوى على الملف الرئاسي وغيره من الملفات بالإضافة الى تفاقم الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي، نجد الجيش اللبناني يقف أمام مروحة واسعة من التحديات يصارع منفرداً على كل الجبهات حفاظاً على أمن لبنان واستقراره، في حين ان السطلة ومشغليها منشغلون بإبعاد شبح العقوبات عن أموالهم وممتلكاتهم لا بل يقودون حملة ممنهجة ضد الجيش وقائده ويرمون ثقل إهمالهم على من روى الوطن بدماء أبطاله.
وفي هذا السياق، أشار النائب السابق لرئيس أركان الجيش العميد المتقاعد بسام ياسين في حديث خاص لـ “ديموقراطيا” الى أن الامن الجماعي في البلد ممسوك من قبل الجيش ولا نيّة للأحزاب الداخلية ولا الدول الغربية بافتعال مشكل كبير يجر البلد الى حرب داخلية وفوضى تُخرِج الأمور عن السيطرة، قائلاً: “لدينا مليوني ونصف مليون نازح سوري في حال حصلت أي خضة أمنية سيهاجرون الى أوروبا ومعهم 4 مليون لبناني وهذا ما لا يصب في مصلحة أحد.”
وأشار ياسين الى ان هناك نقمة على الجيش لانه يتصدى بمسؤولية امام كل هذه التحديات وهناك هجمة سياسية بموضوع النزوح السوري على ان الجيش “مقصر”، لافتاً الى ان هذا الامر تحديداً اكبر من قدرة الجيش على ضبطه.
ومع اقتراب انتهاء ولاية قائد الجيش، دعا ياسين للتمديد للعماد عون، معتبراً انه الحل المنطقي والأكثر واقعية اذا لم يقدّر له ان يكون رئيساً للجمهورية وان لم نستطع انتخاب رئيس قبل شهر كانون الثاني.
وخوفاً من الفراغ في قيادة الجيش، شدّد ياسين على انه لا يمكن الدخول في رهان على قائد جديد للجيش علماً ان أي قائد جديد يحتاج لوقت طويل ليتمكن من الإمساك بوضع الجيش ووحداته بالشكل السليم مع السهر على امن البلد وحدوده، لافتاً الى انه “اذا كان هناك ذرة ضمير ووطنية عند هؤلاء السياسيين وعلى رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه بري لا يهملون هذا الأمر في هذا الوقت الحرج حيث كل الاحتمالات مفتوحة”.
وأكد ياسين على ان طرح اسم قائد الجيش كمرشح وسطي بين هذه المجموعات المتناحرة هو مطلب مجموعة من الدول مصلحتها ان يكون لبنان آمن بالمرحلة المقبلة وبناءً على تجربة عون بإصلاح الجيش ومكافحة الفساد على مدى 6 سنوات، معتبراً ان لا أمل بغيره ليكون للبنان فرصة للنهوض من جديد.
وعلى ضوء التحديات المتزايدة، أشار ياسين الى ان الجيش معتاد على القيام بعدة مهمات في نفس الوقت بالرغم من كل الأوضاع الصعبة، منوهاً بدور قيادة الجيش في عملية امساك المؤسسة العسكرية وبعقيدة عناصرها الساهرة على السلم الأهلي مهما كلف الامر وعدم السماح لجر البلد الى حرب أهلية.
وفي اطار المساعدات، أكد ياسين ان الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول يرون بالجيش ورقة الامل الوحيدة لإعادة بناء الدولة بوجود منظومة قابضة على الحكم وعاثت فساداً بالوطن لم يعد هناك ثقة غربية بكل هذه المجموعة، قائلاً: “بالنسبة لهم في حال سيعود هذا البلد ليقف على قدميه يبقى الجيش هو الوحيد القادر على لمه”.
ولفت ياسين الى هذه المساعدات بحد ذاتها غير كافية ليصبح الوضع المعيشي والمادي للعسكر وللوضع اللوجستي للجيش بطريقة سليمة، معتبراً انها “حتى الواحد ما يموت من الجوع” أي مجرد انعاش ريثما تصل الحلول الخارجية للمنطقة ويكون الحل اللبناني من ضمنها لان الحل في لبنان مرتبط بكامله بالحلول للمنطقة وما يقال عن حلول داخلية مجرد كلام، بحسب قوله.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top