الحوار قبل انتخاب رئيس الجمهورية مخالفة دستورية
لا مبادرة قطرية حتى الساعة بل استطلاع جو!
بقلم وفاء مكارم
“تي تي متل ما رحتي جيتي” هكذا
بدت حال المبادرات الدولية الساعية لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وحتى اللحظة العناد السياسي سيد الموقف، لا تطورات ملموسة متوقعة على جبهة الاستحقاق الرئاسي قبل عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وزيارة الموفد القطري وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي اللذان سيحملان نتائج اجتماع اللجنة الخماسية التي أصيبت بلعنة لبنانية تتضارب فيها المصالح والحسابات.
فالجانب القطري أعاد خلط الأوراق من جديد لجهة البحث عن مخرج جديد للأزمة الرئاسية من خلال البحث عن الاسم الثالث.
وفي السياق، أكد المحلل السياسي إبراهيم ريحان أن لا مبادرة قطرية حتى الساعة بل هي عملية استطلاع جو الى حين بلورة مبادرة فعلية، قائلاً: “هم مستمعون اكثر مما هم متكلمون”.
كما أشار ريحان الى أن أي مبادرة لا يمكن ان تنجح ان كانت فردية وستلاقي مصير المبادرة الفرنسية، لافتاً الى انه من الممكن أن لا ينتج عن الجولة القطرية مبادرة في الأساس.
ولفت ريحان الى ان الفرنسيين يحاولون معالجة الازمة الرئاسية على الطريقة اللبنانية ما أثار انزعاج الغرب، مشيراً الى ان الفرنسي لديه مصالح في شركة توتال داخل لبنان كما يحاول التفاهم مع ايران حفاظاً على مصالح معينة ويبدو ان الفرنسيين استنتجوا انه لا يمكنهم الاستمرار بهذا النهج.
في حين، اعتبر ريحان ان المسعى القطري يختلف عن المسعى الفرنسي حيث كان لودريان يدفع نحو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من خلال الحوار والجلسات المتتالية، أما الجانب القطري يحاول البحث باسم ثالث وليس فقط اسم قائد الجيش بل هو ضمن لائحة مطروحة قطرياً، مؤكداً ان الموفد القطري سمع وعرض أسماء كما سجل ما طرحه السياسيون ليتم على أساسه محاولة بلورة مبادرة.
وعن تمييع الوقت وانتظار ساعة الصفر المفصلية، شدد ريحان على أن القوى السياسية تعتمد مبدأ تقطيع الوقت بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في الخارج خاصةً بين الولايات المتحدة الأميركية وايران فيما يتعلق بالملف النووي وبين السعودية والحوثيين في ملف اليمن، لافتاً الى ان الرهان الأول قد يأتي بنتيجة ولكن الرهان الثاني قد لا يصيب لان السعودية منشغلة بأولوياتها المختلفة في التنمية المستدامة للمملكة.
وعن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، شدد ريحان على ان الانتخابات الرئيسية تخضع لآليات دستورية وان الحوار يأتي بعد الانتخابات وليس قبلها، محذراً من “اعماد هذا الأسلوب أمام كل استحقاق ما قد يجعله عُرفاً يخالف الدستور كما ان هذا العرف غير مسبوق في الحياة السياسية اللبنانية ولا يجوز في أي نظام ديمقراطي.
وقال ريحان: “حتى ان انعقد الحوار والجو الخارجي لا يزال ضاغطاً لا يمكن ان يصل الى نتيجة ما دام كل طرف متمسك بموقفه وينتظر تسوية، مؤكداً ان التسوية الداخلية تأتي متأثرة بالخارج.
وأضاف ريحان الى ان صبر المجتمع الدولي قد نفذ وان هذا ما دلت عليه شروط صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان كما ان بيان اللجنة الخماسية تحدث عن البحث في اتخاذ إجراءات ضد المعطلين، مشدداً على انه هناك اجماع سعودي – أميركي – فرنسي واضح لضرورة الحفاظ على تطبيق اتفاق الطائف فأي مؤتمر حواري سيحصل سيكون تحت سقف هذا الاتفاق الذي يُمنع المسّ به وبروحيته.