التكفيريون “فزيعة” غب الطلب.. هل يقاتل حzب الله اللبنانيين بالسلاح الفلسطيني؟!
بقلم وفاء مكارم
لم تعد البندقية الفلسطينية في عاصمة الشتات “عين الحلوة” بالمعنى المقاوم للكلمة، بل باتت تخضع لأجندات إقليمية وقرارها لم يعد داخلياً بل باتت السلطة الفلسطينة وحركة «فتح» هما الحلقة الأضعف.
وثمة معلومات عن محاولة لضرب حركة «فتح» من الداخل، وذلك من خلال الجماعات الإسلامية المسيطرة داخل المخيم، منها «دا/عش» وغيرها من “الفزيعات” الأخرى التي تأتي غب الطلب.
في هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي والصحافي طوني بولس أن تنظيم دا/عش غير موجود بل هو عبارة عن عنوان يُستخدم غب الطلب وقت الحاجة، مشيراً الى أن البداية كانت عندما كان حzب الله يقاتل في سوريا وأراد حماية بعض الأشخاص فوضعهم داخل عين الحلوة لاستخدامهم في وقت لاحق كغطاء لأي عمل أمني يقوم به تحت شعار محاربة دا/عش في لبنان.
وأكد بولس ان ظهور التكــفيريين في عين الحلوة هو لإخفاء أيادي حzب الله داخل المخيم ولنقول انهم من يقومون بهذه الإشكالات وليس الحزب، لافتاً الى ان ما حدث هو محاولة لإزالة آخر معقل للشرعية الفلسطينية “فتح” ولتوحيد كل أحيائه تحت لواء سلاح “حماس” الذي يندرج تحته فصائل متعددة مثل انصــار الله وجند الشــام وكلهم فروع تصب بالنهاية في محور الممانعة.
ومع التغيرات الاستراتيجية في المنطقة، كشف بولس عن اجتماع عُقد في مصر بهدف توحيد دور المخيمات في لبنان والمنطقة بإدارة نوع من الشرعية، لافتاً الى ان محور الممانعة استبق الامر ليقول ان المخيمات جميعها تحت ادارته وبإشرافه وهو الذي يقرر مصيرها ويتكلم عن سلاحها.
وعن أسباب اندلاع الاشتباكات في عين الحلوة، أكد بولس ان البلد ينتظر تسوية ومن يملك أوراق أكثر يتحكم بالمفاوضات ومن الواضح ان حzب الله يريد زيادة أوراقه لتتفاوض الدول معه، شارحاً ان حzب الله يسعى لامتلاك أوراق المخيمات الفلسطينية والحدود البرية بين لبنان وإسرائيل كما تبين ان لديه مطار في الجنوب ومن خلال هذه الأوراق يحاول التفاوض على رئيس للجمهورية وكذلك الحكومة ويكمل امساكه بالبلد.
وأشار بولس الى ان السلام في الشرق الأوسط سيفرض على لبنان توطين قائمة الفلسطينيين وهي 120 الف فلسطيني، قائلاً: “حzب الله مستعد لتمرير هذه الخطة ليحصل بالمقابل على ثمن”.
ومع طرح اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة، قال بولس: “ان حzب الله يضغط من خلال قضية النازحين السوريين حيث يُظهره بانه لا يقوم بواجباته على الحدود ولا يحمي البلد وكذلك دا/عش دخلت من المعابر التي يجب ان تكون تحت لواء الجيش، علماً ان حzب الله هو المسيطر على الحدود وخاصة عبر المعابر غير الشرعية”.
وعن فرضية ان تكون شاحنة الكحالة كانت متجهة الى عين الحلوة، قال بولس: “لا شيء يؤكد هذه الفرضية ولكن لا يُصعب على حzب الله أن يتواجد عسكرياً داخل المخيم ويؤمن الامدادات والسلاح لداخله، مشيراً الى انه هناك من يتحدث عن وجود أنفاق تحت الأرض ومن الواضح ان هذه الفصائل يصل لها امدادات بشكل دائم والدليل انه خلال الاشتباكات رأينا كيف ان “فتح” لم تستطع اكمال المعارك لعدم وجود الذخيرة الكافية بينما هؤلاء الفصائل كان لديهم كم كافي من السلاح والعتاد وانتقال المسلحين وتطور نوعي بالأسلحة المستخدمة من صواريخ غراد وسام 7 ومن الواضح من يُؤمن ويُسهل دخول هذا السلاح الى المخيم.
وشبّه بولس ما يحدث اليوم في عين الحلوة بنهر البارد حيث كان الإرهابيون المدعومين من نظام الأسد وعندما تدخل الجيش وسيطر على المخيم بقي مربع صغير فتم اخراج شاكر العبسي ومجموعته الى سوريا، وكذلك الامر يوم كانت دا/عش في جرود البقاع وعندما وصل الجيش الى شبه السيطرة على المنطقة بقي جيب أخير وايضاً تم تهريب المسلحين الى الداخل السوري بصفقة، ولفت بولس الى انه بكل مرة يتبين لنا ان هناك مرجعية إقليمية تحمي هؤلاء المسلحين هي اما ايران واما النظام السوري.
كما حذّر بولس من عودة تسليح الفلسطينيين على ارض لبنان واستخدامهم كورقة امنية وميليشيا رديفة ممانعة، لافتاً الى ان ذلك يهدد وجود البلد ويعيد لنا مشهد الحرب الأهلية تحت عنوان سلاح الفلسطينيين ويأخذنا الى متاهة جديدة فبدل ان نتكلم بنزع سلاح حzب الله يصبح الحديث عن سلاح الفلسطينيين وكأن الحزب يريد قتال اللبنانيين ببندقية الفلسطيني.